اندلعت، أخيرا، احتجاجات شعبية حاشدة بجماعة «دار الكداري» إقليمسيدي قاسم، للتنديد بالإهمال الذي لقيته طفلة تتحدر من أسرة فقيرة، من طرف سائق سيارة إسعاف تابعة للجماعة، الذي قام بإنزالها من السيارة رغم معاناتها الشديدة من ضيق في التنفس، لنقل سيدة أدت له مبلغ 200 درهم. وكشفت أسرة الفتاة الهالكة، التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، أن سائق سيارة الإسعاف تراجع عن إنقاذ ابنتهم ونقلها إلى المركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، تاركا إياها تصارع الموت لوحدها، بعدما أعماه الطمع وحب المال، حيث فضل نقل مريضة أخرى تسلم من زوجها مبلغا من المال، رغم أنها لا تقطن في نفس الجماعة. وتتوفر «المساء» على تسجيل بالصوت والصورة، يكشف فيه والد الضحية يسرى المليكي، التي كانت تدرس بالسنة الثالثة ابتدائي، ملابسات وفاة ابنته، التي قال إنها أحست بإرهاق شديد وصعوبة كبيرة في التنفس، حينما نقلها على وجه السرعة إلى طبيب خاص ب»دار الكداري» لإسعافها. وأضاف الأب أن الطبيب المعالج، وبعد معاينة الوضع الصحي للطفلة وتشخيص حالتها، أمر بنقلها بشكل عاجل إلى قسم المستعجلات التابع لمستشفى «الإدريسي» بعاصمة الغرب، نظرا لتدهور الحالة الصحية لابنته وحاجتها الفورية للأوكسجين، ملحا على أن تكون هذه الرحلة عبر سيارة إسعاف مزودة بخزان أوكسجين لإنعاش القلب. وأشار شريط الفيديو إلى أن أسرة الهالكة استنجدت بسيارة الإسعاف التابعة لجماعة «دار الكداري»، والتي ترابض دائما بالقرب من المستوصف الصحي للجماعة، إلا أن السائق رفض الاستجابة لطلبها، رغم تدهور الحالة الصحية للضحية، مفضلا نقل امرأة أخرى مقابل 200 درهم، وبعد مرور حوالي ساعة ونصف، لفظت الطفلة أنفاسها الأخيرة جراء عدم تلقيها الأوكسجين. وكشفت مصادر موثوقة أن احتجاجات صاخبة اندلعت بالجماعة تعاطفا مع عائلة الضحية، فور شيوع خبر وفاة التلميذة يسرى، وهو ما دفع المجلس الجماعي ب»دار الكداري»، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، إلى منح السائق عطلة استثنائية خوفا من تطور الأوضاع، قبل أن يفاجأ الجميع بعودة السائق إلى عمله بعد مرور 3 أيام فقط على منحه تلك الرخصة. وهدد والد الهالكة بإحراق نفسه في حال عدم النظر في الشكاية التي أحيلت على وكيل الملك بسيدي قاسم، متهما في الوقت نفسه المجلس الجماعي بالتواطؤ وتوفير الحماية للسائق باعتباره واحدا من الموالين للحزب المسير للجماعة، معلنا عزم عائلة الضحية، المؤازرة بمناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، الدخول في اعتصام مفتوح يتخلله إضراب لا محدود عن الطعام إلى حين تحريك مسطرة المتابعة ضد من تسبب في وفاة ابنتهم.