رغم أن وزير السياحة محمد حداد ما فتئ يروج لتطور المؤشرات المتعلقة بالسياحة الوطنية، إلا أن الوضع على الأرض لا ينبئ بخير في كثير من المدن السياحية، وعلى رأسها مراكش، التي تشهد هذه الأيام ركودا كبيرا رغم العطلة الدراسية. وحسب مهنيين في القطاع، فإن النشاط السياحي بالمدينة الحمراء يعرف منذ شهور تراجعا قويا سواء على مستوى أعداد السياح الوافدين أو من حيث المداخيل، حيث يؤكد هؤلاء أن الوضعية الحالية لم تشهدها المدينة حتى خلال فترات الأزمة العالمية التي ضربت معظم الدول. وطالب المهنيون وزارة السياحة بتبني استراتيجية ناجعة لإنقاذ القطاع وتفادي الاستمرار في نهج أسلوب النعامة، الذي تحاول من خلاله الوزارة الهروب من الواقع ونفي وجود الأزمة. وكان عبد اللطيف الزويتن، المدير العام للمكتب الوطني للسياحة، أعلن مؤخرا استحالة بلوغ هدف 20 مليون سائح، الذي حددته رؤية 2020، خاصة أن بلوغ 10 ملايين سائح لم يتحقق إلا بعد سنوات على 2010، مشيرا إلى أن هذا الرقم ليس صعب المنال، خاصة إذا توفرت موارد مالية إضافية. وأكد الزويتن أنه ورغم الضربات التي تلقاها القطاع السياحي سنة 2015 بسبب الأحداث الإرهابية التي شهدتها عدة دول أروبية، إلا أن القطاع استطاع إنهاء الموسم بأقل الأضرار، إذ تم تسجيل تراجع بنسبة 0,1 في المائة وتراجع عدد السواح ب7 في المائة مقابل ارتفاع في نسبة تدفق المغاربة القاطنين بالخارج، مما يعني أن مغاربة العالم أنقذوا الموسم السياحي. ورغم هذه الوضعية المتأزمة، تذهب التقارير الدولية الصادرة عن بعض الشركات الأجنبية إلى أن القطاع السياحي المغربي يتطور، حيث احتل المغرب المرتبة الأولى ضمن أفضل عشر وجهات سياحية عصرية بالبرتغال في 2016، حسب ترتيب أعدته وكالة (غو 4 ترافل) التي تعد إحدى أكبر منتجي الخدمات السياحية، والحاضرة من خلال 86 وكالة تغطي مجموع التراب البرتغالي. وأوضحت مندوبية المكتب الوطني المغربي للسياحة بالبرتغال أن المملكة تقدمت في هذا الترتيب على وجهات جد مطلوبة من قبل البرتغاليين، مثل البرازيل (الثانية)، وإيطاليا (الثالثة)، والموزمبيق (الرابعة). وحلت إسبانيا في المرتبة السادسة في هذا الترتيب، فيما جاءت ماديرا وكرواتيا وجزر الآسور، على التوالي، في المرتبتين السابعة والتاسعة. وحسب بلاغ المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن المؤشرات التي دفعت (غو 4 ترافل) إلى وضع المغرب على رأس الوجهات العصرية في البرتغال، خلال السنة التي بدأت للتو، كثيرة، مؤكدا أن البرتغاليين يعتبرون المملكة «وجهة متكاملة، وقريبة، وتنقلهم إلى عوالم ألف ليلة وليلة». ونقل البلاغ عن مسؤولي (غو 4 ترافل) قولهم: «إن مسار المدن العريقة، والتراث البرتغالي الموجود في عدد من الحصون، والأطباق المغربية اللذيذة، والشواطئ، وروح المغامرة، من بين المؤشرات القوية» لهذا الاختيار. وأضاف المصدر ذاته أن تظاهرات مثل مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، الذي سيقام هذه السنة ما بين 12 و15 مايو المقبل، هي، أيضا، من الأسباب الوجيهة التي تدفع السياح إلى زيارة المغرب. وأوضح فيتور فيليب، رئيس مجلس إدارة (غو 4 ترافل) أن هذا التصنيف «هو نتيجة استشارة داخلية همت 38 شركة، مساهمة في المجموعة، التي أعدت قائمة بالوجهات الملهمة لسنة 2016، وأرادت من خلالها الإشارة إلى الوجهات التي ستكون رئيسية للسفر في هذه السنة». وحسب فيليب، فإن هذه الوجهات العشر الأولى خلال سنة 2016 تظهر، أيضا، الموقع الأكثر دينامية ل(غو 4 ترافل)، أحد الفاعلين المهمين في عالم الأسفار والسياحة في البرتغال.