افتتح الملك محمد السادس، أول أمس الخميس، بمدينة ورزازات، المرحلة الأولى من محطة نور ورزازات للطاقة الشمسية، التي تعد أكبر مركب لإنتاج الطاقة النظيفة في العالم، والتي ستنتج ما يكفي من الطاقة لسد احتياجات أكثر من مليون مغربي. وعرف تدشين الملك للمحطة، حضور مجموعة من الشخصيات الوطنية والدولية، من بينها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، إلى جانب مجموعة من الوزراء والمسؤولين المغاربة، إلى جانب الشخصيات الدولية من ضمنهم مسؤولون من شركة أكوا باور السعودية، ووزيرة البيئة والتنمية البيئية والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسية سيغولين رويال، إلى جانب مسؤولين دوليين كبار. وتمتد محطة «نور1» على مساحة 450 هكتارا وفيها نصف مليون من المرايا العاكسة. ويتوقع أن تنتج نحو 160 ميغاوات من الكهرباء. كما تعد المرحلة الأولى من مشروع نور ورزازات الممتد على مساحة 3000 هكتار والهادف بعد الانتهاء من بناء نور 2 ونور 3 ونور 4، إلى إنتاج 580 ميغاوات من الكهرباء وإمداد مليون منزل مغربي بالطاقة النظيفة. وأوضح مصطفى باكوري، رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازين)، أن المغرب يهدف من خلال انخراطه في مشروع الطاقة النظيفة إلى رفع طموحه في مجال الطاقات المتجددة ليصل إلى 52 في المائة من إجمالي الطاقة في أفق 2030. كما يهدف إلى تطوير المركزيات الشمسية إلى 2000 ميغاوات بحلول سنة 2020. وسيمكن المخطط الشمسي من استقطاب استثمارات تتجاوز تسعة ملايير دولار، كما ستمكن المحطة من تقليص سنوي لانبعاث الغازات الدفيئة بما يعادل 3.7 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكاربون. إلى جانب تقليصها من اعتماد المغرب على النفط. وفي سياق المشاريع المستقبلية، قال مصطفى باكوري، إن المغرب يطمح أكثر لأن يواصل كونه بلدا رائدا في مجال الطاقة النظيفة، موضحا أن المغرب يسعى في هذا الإطار إلى الرفع من إنتاجيته للطاقة النظيفة، حيث قام في هذا الصدد بتحديد خمسة مواقع، من بينها موقع ميدلت والعيون وطاطا، وذلك لاستقبال مشاريع متعددة التقنيات، كما يجري تأهيل مواقع جديدة. وأضاف أن المركب الذي يتواجد على بعد 10 كلم من مدينة ورزازات، في الناحية الشمالية الشرقية من مدينة ورزازات، تمتد محطته على مساحة 3000 هكتار، وتضم أربع محطات متعددة التكنولوجيات، حيث تعمل الأولى بنظام القطع المكافئ، والثانية تضم الأبراج المجمعة، ثم المحطة ذات الألواح الكهروضوئية. كما عمل على إنجاز المركب 2000 عامل، شكلت الكفاءات المغربية 85 في المائة منهم. وأوضح رئيس مجلس إدارة مازين أن محطة «نور 2» ستمكن من إنتاج 200 ميغاواط، بقدرة تخزين تصل 8 ساعات، وسيكلف إنتاج المحطة أزيد من 9 ملايير درهم. في المقابل، ستنتج محطة «نور3» ما يعادل 250 ميغاواط من الطاقة، بقدرة تخزينية تتجاوز 8 ساعات بعد أفول الشمس، سيكلف إنجازها أزيد من 7 ملايير درهم. فيما ستنتج محطة «نور4» 70 ميغاواط من الطاقة. وفي سياق متصل، ستواكب المحطة ارتفاع الطلب على الكهرباء، الذي ارتفع بشكل كبير في السنوات الماضية، بزيادة بلغت 5.8 في المائة ما بين سنتي 1999 و2015. ويعزى هذا الارتفاع إلى ربط العالم القروي بشبكة الكهرباء، حيث بلغ 99 في المائة سنة 2015، مقابل 39 في المائة سنة 1999. وتحتاج محطة نور ورزازات إلى تبريد لوحاتها بالماء، بمعدل 2.2 مليون متر مكعب سنويا، ستستخلص من سد منصور الذهبي، وهو المعدل الذي يعادل أقل من 1 في المائة من مخزون السد. وسينقل هذا الماء عبر مضخات، وعلى مسافة تصل إلى 19 كلم، تمتد من السد إلى غاية المحطة.إلى ذلك، تعتبر شركة أكوا باور المطور والمشغل لمجموعة من المحطات الكهربائية ووحدات تحلية المياه، كما تتجاوز قيمة استثماراتها 30.5 مليار دولار، كما تبلغ سعتها الإنتاجية من الكهرباء 21.5 جيجاوات، كما لها قدرة تحلية 2.5 مليون متر مكعب من المياه يوميا. وهي تمون زبنائها الصناعيين الكبار على أساس عقود طويلة الأمد، إلى جانب عقود امتياز وتدبير مفوض للمصالح العمومية. وتتواجد شركة «أكوا باور» في 12 دولة في كل من الشرق الأوسط وشمال افريقيا وكذا في جنوب افريقيا، وجنوب شرق آسيا.