مع انطلاق مرحلة إياب البطولة «الاحترافية» لكرة القدم ستجد 6 فرق نفسها بدون ملاعب تخوض فوق أرضيتها مباريات البطولة، ويتعلق الأمر بملاعب الفوسفاط بخريبكة والملعب البلدي بالقنيطرة والمسيرة بآسفي والأمير مولاي عبد الله بالرباط، ثم ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء الذي تم إغلاقه مؤخرا من أجل تثبيت الكراسي في مدرجاته. هذا الوضع أرغم فرق أولمبيك خريبكة وأولمبيك آسفي والنادي القنيطري على الاغتراب، في وقت ظل فيه الجيش يخوض مبارياته بملعب الفتح، وفي مرات أخرى بالخميسات، لكن الجديد اليوم هو أن فريقي الوداد والرجاء وبكل ثقلهما الجماهيري سينضافان إلى قائمة الفرق التي ستعيش الاغتراب وستدخل دوامة البحث عن ملاعب لإجراء مبارياتها، علما أن فريقي الوداد وأولمبيك خريبكة سيمثلان المغرب في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية. هنا لابد أن نتساءل عن السبب الذي جعل الأشغال متعثرة بملعب الرباط، فمنذ إغلاقه في شهر دجنبر 2014 على خلفية ما أصبح يطلق عليه فضيحة «الكراطة»، ووضعية الملعب تراوح مكانها، إذ يبدو كما لو أن يد الميت وضعت على هذا الملعب، ذلك أنه لم يتم الإسراع بإصلاح العشب ليكون جاهزا ويحتضن المباربات، ولا الوزارة الوصية أعطت موعدا نهائيا للانتهاء من أشغاله، فهل من المقبول أن يحتاج إصلاح العشب لأزيد من سنة ونصف؟ وهل من المقبول أن يستمر الصمت بخصوص وضعية هذا الملعب؟ وإذا كان قرار الجامعة مفهوما بخصوص إصلاح ملاعب المسيرة بآسفي والفوسفاط بخريبكة وحتى الملعب البلدي بالكاك، إلا أن البطء في بدء الأشغال، ثم تأخر مواعيد انتهاء الأشغال ساهم في تفاقم الوضع، لكن غير المفهوم هو الإصرار المريب لسلطات الدارالبيضاء على إجراء إصلاحات بملعب محمد الخامس في منتصف البطولة، وهي الإصلاحات التي كان من الممكن تأجيلها إلى نهاية الموسم، بدل اختيار هذا التوقيت غبر الملائم، في غياب ملاعب بديلة، تمكن فريقي الوداد والرجاء من مواصلة مشوارها دون أية معيقات. مسؤولو الوداد والرجاء يقولون إنه لم تتم استشارتهما في موضوع إغلاق الملعب، وأن كل ما تناهى إلى علمهما أن الملعب سيخضع لإصلاح جزئي، وليس للإغلاق حتى نهاية الموسم. فهل من المقبول أن تبدأ الإصلاحات في هذا الملعب دون استشارة فريقي الوداد والرجاء، ودون أن تكون الجامعة الوصية على علم بالقرار، أم أن هناك أمورا خفية لا يعلمها إلا من اتخذوا القرار. في ظل هذا الوضع من المفروض أن تدخل جامعة الكرة على الخط، وتعقد اجتماعا عاجلا لبحث هذا الوضع الشاذ الذي يهدد إياب البطولة بالسكتة القلبية، بدل أن تتفرج على هذه الأزمات التي تتوالى على جسد الكرة.