خيمت مشاعر الحذر والخوف على سكان مدينة الحسيمة والناظور بعدما ضربت هزة أرضية قوية المدينتين، صباح أول أمس الاثنين، بلغت قوتها 6.2 درجات على سلم ريشتر. واضطر الآلاف من سكان مدينة الحسيمة وبني بوعياش وإمزورن إلى المبيت في العراء ونصب خيام، خشية تكرار سيناريو سنة 2004 حيث أودى الزلزال بحياة أكثر من 600 شخص. ووسط إشاعات متضاربة تداولتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية حدوث زلزال عنيف في الساعات الأولى من الليل، غادر السكان منازلهم، وامتلأت بهم الساحات العمومية، كما غادر المئات من سكان المدينة الساحلية إلى مدن أخرى. وعاش السكان ليلة بيضاء، خاصة أن الأرض لم تتوقف عن الاهتزاز طيلة 24 ساعة، حيث سجل المعهد الجيوفيزيائي الإسباني عشرات الهزات الارتدادية، بلغت قوة إحداها 4 درجات، مما جعل السكان يحسون بها، حيث عمت مشاعر الخوف لديهم من جديد. وفي الوقت الذي آثر فيه البعض البقاء في المنازل، فضل الآلاف من سكان المدينة المبيت في الشوارع والساحات العمومية. من جهة أخرى، صب سكان المدينة جام غضبهم على السلطات المحلية وحكومة عبد الإله بنكيران بسبب التزام الصمت وعدم إصدار أي بلاغ رسمي في موضوع الزلزال رغم أن سلطات مدينة مليلية المحتلة التي شملتها الهزة الأرضية العنيفة أعلنت حالة استنفار عامة وشكلت خلية أزمة تحسبا لأي زلازل أخرى. واستغرب ناشطون مدنيون في تصريحات ل«المساء» ما أسموه الصمت الرهيب لولاية الجهة والحكومة، فبينما كان ينتظر السكان أن تسارع السلطات إلى الإعلان عن الإجراءات المتخذة لحماية السكان، التزم الجميع الصمت، تاركين المجال خصبا لانتشار الإشاعات. ولم يصدر إلى حدود اللحظة، بعد أكثر من 48 ساعة من حدوث الزلزال، أي تعليق رسمي حول الموضوع رغم أنه أدى إلى موت شخص واحد وجرح ستة آخرين وعشرات من حالات الإغماء بسبب الهلع وتكرار الهزات، الأمر الذي أدى بنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى السخرية من الحكومة ومن صمتها الرهيب. في السياق نفسه ، استغرب السكان أن الحكومة لم تبن ملجأ واحد منذ زلزال 2004 رغم أن خطاب الملك وقتئذ كان واضحا في سن إجراءات استباقية ، على اعتبار أن الحسيمة مدينة تعرف نشاطا زلزاليا مكثفا ، إذ وجدوا أنفسهم معرضين للعراء وللبرد القارس الذي يضرب المدينة هذه الأيام . ودعا السكان الدولة والحكومة للتدخل العاجل من أجل بناء ملاجئ خاصة للذين يعانون مشاكل نفسية ولا يستطعون المبيت في المنازل لمدة طويلة . ولم يتوان السكان عن إجراء اتصالات هاتفية مع الجريدة لمهاجمة القنوات العمومية بعدما عجزت عن تقديم تغطية شاملة لما يحدث في المدينة ، وتعاملت مع الزلزال وكأنه حدث عادي ، مهددين في نفس الوقت بطرد مراسلي هذه القنوات من الحسيمة و الاكتفاء بمشاهدة القنوات الاسبانية على حد تعبيرهم