عرف الأسبوع الماضي حدثا استثنائيا في العلاقات التجارية بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية بعد أن قررت السلطات الصحية الأمريكية توقيف استيراد الحوامض من المغرب بعد أن رصدت شحنة برتقال ثبتت إصابتها بمرض ذبابة البحر الأبيض المتوسط، المعروفة بالذبابة البيضاء، واتضح أن شحنة البرتقال المعنية كانت مستوردة من منطقة بركان. ما قامت به السلطات الصحية الأمريكية أمر مقبول ومنطقي على اعتبار أنها تقوم بحماية مصالح مواطنيها. مثل هذا الحرص الشديد على مصالح المواطن لا نلمسه في سياسة السلطات الصحية المغربية وكأنها لا تأبه بالسلامة الصحية للمغاربة. إذ اتخذت الجهات المسؤولة قرارا غير مفهوم بالسماح باستيراد الدواجن الحية من فرنسا، التي يتفشى في منطقة مهمة منها مرض أنفلونزا الطيور شديد العدوى بالنسبة للدواجن. لقد ظهر أن المفارقة كبيرة والهوة واسعة بين الطريقة التي يحرص بها الغرب على مصالح مواطنيه ومستهلكيه، والطريقة التي يتعامل بها بعض المسؤولين المغاربة مع مصالح المواطنين من خلال قرارات غير مفهومة وبعيدة كل البعد عن حماية مصالح المواطنين. ويبقى من حقنا أن نتساءل: هل فرنسا كانت ستسمح باستيراد الدواجن المغربية إذا ما ظهر في البلاد، لا قدر الله، مرض في خطورة أنفلونزا الطيور؟ الجواب بسيط للغاية أيها السادة ستقفل في وجهنا الأبواب بكل بساطة.