تتجه السويد إلى التخلي عن فكرة الاعتراف بالبوليساريو كدولة بعد نقاشات ساخنة احتضنها البرلمان السويدي وحضرتها وزيرة الخارجية، التي رفضت مقارنة القضية الفلسطينية بأطروحة البوليساريو لعدم تشابه القضايا، فيما اعتبر اللوبي المساند للبوليساريو أن الحكومة السويدية خضعت لوساطات دول عربية، متهما الحكومة بالتخوف من إفساد علاقاتها مع الدول العربية، التي تساند المغرب في قضية الصحراء. ونقل موقع التلفزيون السويدي الرسمي بدوره، نقلا عن مصادر دبلوماسية سويدية، أن الحكومة تخلت عن فكرة الاعتراف بالبوليساريو كدولة، بعد أن نجح اليسار أيام تواجده في المعارضة في دجنبر 2012 في فرض التصويت على مذكرة، تطلب الاعتراف بالبوليساريو بدعم من أصوات اليمين المتطرف. وذهبت المصادر ذاتها إلى أن عددا من الاعتبارات دفعت السويد إلى التخلي عن الفكرة، التي كانت محط دراسة منذ شهور، من بينها علاقات السويد مع عدد من الدول العربية التي تساند المغرب، في إشارة إلى العربية السعودية وباقي دول الخليج، إضافة إلى «استئناف العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية»، وموقع المغرب كبلد عربي له صوته في العالم العربي. وخلال الجلسة التي حضرتها وزيرة الخارجية السويدية، حث عدد من النواب المعروفين بمساندتهم لجبهة البوليساريو على ضرورة الاعتراف بالجبهة كدولة، ودعا جان بجوركلود وهو برلماني سويدي وزيرة الخارجية إلى عدم التضحية بما قال إنها مبادئ من أجل الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، في إشارة إلى تخوف الحكومة السويدية من معارضة الدول العربية لترشحها بسبب دعمها للبوليساريو. وحاول النواب المساندون للجبهة في البرلمان السويدي تصوير أن هناك تشابها بين القضية الفلسطينية وقضية الصحراء، ودعوا إلى تبني سياسة خارجية مشابهة في القضيتين، وهو الطرح الذي تبدي وزيرة الخارجية السويدية تحفظا عليه، وذهبت المصادر ذاتها إلى أن الخارجية السويدية ستشير إلى المعايير الجيوسياسية والقانونية التي تحكم اعتراف السويد بالدول، تجنبا لأزمات سياسية مع بلدان العالم. وكانت العلاقات بين المغرب والسويد قد عرفت توترا دبلوماسيا، بعد اعتزام السويد الاعتراف بالبوليساريو كدولة.