في الوقت الذي كان الكثير من متتبعي الشأن المحلي البيضاوي ينتظرون خروجا إعلاميا للعمدة عبد العزيز العماري للحديث عن حصيلة المجلس خلال مائة يوم والآفاق التي تنتظرها المدينة خلال خمس سنوات المقبلة، اختار العمدة خروجا من نوع آخر، إذ فضل بعد مرور أزيد من مائة يوم على الانتخابات الجماعية الإعلان عن انطلاقة البوابة الالكترونية للمجلس الجماعي للمدينة، البوابة التي ستفتح عيون المجلس على العالم الرقمي والافتراضي، على اعتبار أن العالم اليوم يشهد ثورة رقمية، للأنترنيت فيها والمواقع الاجتماعية دورا حاسما في الكثير من القضايا الحيوية. وقال عبد العزيز العماري، عمدة مدينة الدارالبيضاء، الذي بدا منتشيا بالإعلان عن انطلاق البوابة الالكترونية، في ندوة تم عقدها بمقر ولاية الدار البيضاء أول أمس (الاثنين) إن هذه البوابة تستجيب لمتطلبات الدستور الذي يلزم بالحق في الولوج إلى المعلومة، وأضاف أنها ستكون فضاء للإنصات والمعلومات حول المجلس، وتتوفر على مجموعة من الأبواب كخدمة شباك الشكايات، حيث ستكون هناك متابعة للشكايات الواردة. البوابة الإلكترونية للدار البيضاء ستمكن، حسب ما تم التأكيد عليه خلال اللقاء ذاته، من الإخبار والإعلام عن أحوال المجلس والتعريف بالمشاريع التي يعتزم إنجازها وستمكن المجتمع المدني من التواصل مع الجماعة الحضرية لمعرفة مقترحات الجمعيات، إضافة إلى وجود برنامج تدبير الحوادث عبر الهاتف النقال، حيث ستمكن هذه الخدمة من التبليغ المباشر لجميع الظواهر التي تعرفها المدينة قصد معالجتها. واعتبر بعض من حضروا هذا اللقاء أن التحدي الوحيد الذي ستعرفه هذه البوابة هو المسألة المتعلقة بتحيين موضوعاتها بشكل آني، علما أن للدارالبيضاء والمجلس على وجه الخصوص مجموعة من الأخبار التي لابد أن تكون متوفرة للعموم في هذه البوابة، التي عليها أن تواكب المتغيرات اليومية التي يعرفها المجلس والمدينة بصفة عامة، على اعتبار أن من حق المواطن البيضاوي معرفة ما يجري في مدينته. انطلاق البوابة الإلكترونية جعل المناسبة مواتية لبعض الزملاء للحديث عن ضرورة انفتاح المجلس الجديد على وسائل الإعلام، وقال أحد المتتبعين للشأن المحلي البيضاوي: "لابد من وضع خطة وإستراتيجية للتعامل مع وسائل الإعلام وإمدادهم بأخبار المجلس بشكل آني عوض اختيار لغة الصمت، صحيح أن المجلس الجماعي يصدر من حين إلى آخر بلاغات رسمية عقب اجتماعات المكتب المسير، لكن هذا لا يكفي في ظل المتغيرات اليومية التي تعرفها المدينة التي تحتاج إلى وجود إرادة لإيصال المعلومة إلى رجال ونساء الإعلام من أجل وضع حد للإشاعات التي يمكن أن تخلط الأوراق في هذا المجلس، فهل ستشفي البوابة الإلكترونية للمجلس الجماعي غليل المواطنين البيضاويين بمن فيهم نساء ورجال الصحافة، الأسابيع والشهور المقبلة هي الكفيلة بالرد عن هذا السؤال.