انتهى اجتماع عقده أمس الأول الإثنين خالد سفير، والي جهة الدارالبيضاء مع سعيد الناصري، رئيس فريق الوداد ومحمد بودريقة رئيس الرجاء، بإعلان قرار ولاية الدارالبيضاء منع رفع التيفوهات مستقبلا بملعب محمد الخامس. وكشفت مصادر مطلعة أن والي الدارالبيضاء اتخذ قراره بناء على تقارير رفعت إليه حول أحداث الشغب التي وقعت في مدينة الدارالبيضاء، وآخرها مباراة الديربي 119 التي جمعت الوداد بالرجاء، والتي اندلعت في آخر دقائق المباراة وبدأت حين حاول أحد محبي الفريقين انتزاع أعلام مناصري الفريق الآخر، قبل أن يهب آخرون لمساعدة هذا الطرف أو ذاك، ثم الدخول في مواجهات مع رجال الأمن، الذين لم ينجحوا في إخلاء الملعب من المشاغبين، إلا بعد أزيد من نصف ساعة، في حين وبالموازاة مع ذلك كانت المواجهات تندلع في أنحاء متفرقة من محيط الملعب. وكشف بلاغ أصدرته الإدارة العامة للأمن الوطني أن 71 ألف متفرج تابعوا المباراة التي جمعت بين فريقي الوداد والرجاء، برسم الجولة 12 من البطولة. ويتناقض بلاغ الإدارة العامة للأمن الوطني مع البلاغ السابق لإدارة فريق الوداد الذي كان أفاد أن إدارة الفريق طبعت 45 ألف تذكرة. إذ يعني ذلك أن 26 ألف شخص تابعوا المباراة عن العدد الذي كان يفترض أن يحضر المباراة. ولا يعرف إن كان هؤلاء تسللوا إلى الملعب، أم أن عدد التذاكر التي طرحتها إدارة الوداد فعليا للبيع، تفوق تلك التي أعلنت عن طرحها في السوق، أي فقط 45 ألف تذكرة. في سياق متصل أصيب 25 رجل أمن بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة جراء أحداث الشغب التي تلت المباراة، وألحقت خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة (ثلاث سيارات للشرطة وأربع حافلات للنقل الحضري) . وأوضح بلاغ لولاية أمن الدارالبيضاء أنه تم توقيف 16 شخصا، من بينهم 11 قاصرا، من أجل أفعال إجرامية مختلفة تتوزع بين التلبس بالسرقة (13 شخصا)، والسكر العلني البين وحيازة السلاح الأبيض (5)، والمضاربة في ثمن التذاكر (شخصان)، وانتحال صفة (شخص واحد)، ومبحوث عنه من أجل السرقة (1)، والبحث لفائدة العائلة (1)، وحيازة المخدرات الصلبة (1). كما جرى توقيف 16 شخصا، يضيف المصدر ذاته، من أجل أعمال الشغب وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير، وثلاثة أشخاص من أجل أفعال إجرامية مختلفة. وأضاف المصدر ذاته أنه جرى الاحتفاظ بالموقوفين تحت الحراسة النظرية بالنسبة للأشخاص الراشدين وتحت المراقبة بالنسبة للقاصرين، وذلك رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وحسب ولاية أمن الدارالبيضاء فقد تمت على هامش مباراة الديربي حوالي 762 عملية تحقق من الهوية استهدفت 355 راشدا و407 قاصرين، وذلك قبل أن يتم إخلاء سبيلهم بعد اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة. وحرصا منها على ضمان المواكبة الأمنية لمباراة الديربي، ذكرت ولاية الأمن أنها قامت بنشر 3135 موظفا ينتمون لمختلف التشكيلات الأمنية، ومن مختلف الرتب، وعهد إليهم بتأمين مدرجات الملعب والطرق والمسالك المؤدية إليه، والفضاءات المفتوحة المحيطة به.