سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخلفي: إفريقيا تشهد أعلى معدلات تعذيب الصحفيين والتضييق على حقهم في الوصول إلى المعلومة قال إن القارة تقدم كنموذج للتخلف واليأس رغم كل ما تعانيه من جراحات لاستعمار بائد
كشف مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن القارة الإفريقية «ما تزال تشهد أعلى معدلات الاعتداء على الصحفيين، وتعذيبهم والتنكيل بهم، والتضييق على حقهم في الوصول إلى المعلومة»، معتبرا أن المنتدى الإعلامي الخاص بالدول الإفريقية المنعقد، صباح أول الخميس بمدينة مراكش «سيشكل إطارا للإعلان عن شراكة ثنائية بين المغرب لتفعيل المرصد الإفريقي لحرية الصحافة، الذي تم الإعلان عنه في أبيدجان في أكتوبر 2015، وهو مكون من الهيئات المهنية، النقابية والصحفية الإفريقية، وذلك بعد أن تم الاشتغال عليه في الأشهر الماضية»، مؤكدا خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى «أننا نأمل من خلال المرصد أن نواجه الإشكاليات المرتبطة بحرية الصحافة، وبالتعددية الإعلامية، وباستقلالية الإعلام، وبحماية الصحفيين، وبوضعية المرأة الصحفية، حيث ما زلنا نشهد معدلات جد متدنية لحضور المرأة في المؤسسات الإعلامية، وفي مراكز القرار الإعلامي، بل واستمرارا لإشاعة صور نمطية سلبية تبرر التمييز ضدها وتديم أوضاع اللامساواة المرفوضة». وأوضح الخلفي أن الاشتغال على تحسين صورة إفريقيا في الإعلام، ينبغي أن يوازيه اشتغال على تحسين شروط الممارسة الصحفية في القارة الإفريقية، وهي مناسبة للتضامن مع كل ضحايا التنكيل أو الاعتداء أو التعذيب سواء تعلق الأمر بالصحفيين أو بأسرهم في القارة الإفريقية»، معلنا عن إطلاق مركز إفريقي للتكوين ستحتضنه مدينة وجدة، ليكون إطارا للتكوين والتكوين المستمر، مع تعزيز مساهمة الجامعة المغربية في احتضان الطالبات والطلبة الأفارقة في مجال الإعلام. وقال الخلفي إن إفريقيا تُقدم «كنموذج للتخلف واليأس، في حين أنها تجسد مسارا للتقدم والأمل في مستقبل واعد، رغم كل ما تعانيه من جراحات لاستعمار بائد، ومخلفاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية»، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية تمكنت في العشر سنوات الأخيرة من أن تقلص فارق انتشار تكنولوجيا المعلومات والإنترنت بينها وبين أوربا من 20 مرة إلى 4 مرات، هي تتقدم اليوم باعتبارها سوقا واعدة لهذا المجال، وفضاء ناميا للاستثمار في تكنولوجيا المعلومات». وأوضح الوزير أن نسبة حضور إفريقيا في مختلف محركات البحث التابعة لمحرك «غوغل» لا تتجاوز 3 في المائة، مشيرا إلى أنها مازالت ذات حضور ضعيف على مستوى إعلام يصوغه وينشئه الآخر، ليقدم صورة سلبية تبرر وتفسر الاستمرار في سياسات تبعية لا تخدم القارة الإفريقية ولا تساعد في نموها. وكشف الخلفي عن توقيع المغرب لأزيد من ألفي اتفاقية مع عموم الدول الإفريقية، معتبرا أن مجموع الاتفاقيات، التي وقعت من سنة 2000 إلى سنة 2015 تتجاوز عدد الاتفاقيات، التي وقعت منذ الاستقلال إلى سنة 2000، وأن عدد الطلبة الأفارقة بلغ أزيد من 8000 طالبة وطالب، وذلك إسهاما من المملكة المغربية في دعم جهود التعليم. كما أطلق المغرب سلسلة من المبادرات التنموية شعارها تحقيق الأمن الغذائي لإفريقيا توجت باتفاقيات ومبادرات خلال الزيارات الملكية لعدد من الدول الإفريقية، التي كرست المعنى الملموس للتضامن جنوب-جنوب، وأن إفريقيا لا يمكنها أن تنهض بدون هذا التضامن. من جهته، أشار الألماني رولاند كاتس، رئيس «ميديا تنور العالمية» (مقرها بسويسرا)، أن حضور القارة السمراء في الإعلام الفرنسي والإسباني والبريطاني خلال الشهر الماضي لم يتجاوز نسبة 3 في المائة، وكان حضورا سلبيا مائة في المائة حيث لم يتضمن أي رسالة إيجابية، مشددا على أن إفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي يتعامل معها الإعلام بصورة سلبية. وأضاف المتحدث الألماني خلال ندوة «تعزيز قدرات الإعلام الإفريقي وأدواره من أجل صورة إيجابية عن إفريقيا»، أنه لا يوجد بلد إفريقي واحد يحظى بحضور متواصل ومستمر في الصحف والقنوات الأوربية بشكل دائم، مرجعا جزءا من السبب للصحافيين أنفسهم الذين يعتقدون أن دورهم منحصر في البحث عن الفساد والإفلاس وفضحه، ولا يهتمون بالقضايا الإيجابية. حسن الحق، وزير الإعلام بدولة بانغلاديش، دعا إلى تسخير الإعلام لمكافحة الإسلاموفوبيا ومحاربة الإرهاب والتطرف، وإلى العمل على مواجهة كل محاولات عزل القارة الإفريقية، وتسويق كل نقاط قوتها ومميزاتها وإيجابياتها.