دعا خبراء مغاربة الحكومة إلى العمل على الاستفادة من رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي في تعميق العلاقات الثنائية من جهة، والدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية. وأكد الدكتور تاج الدين الحسيني في تصريح ل «المساء» أن وجود حكومة اشتراكية متعاطفة مع المغرب وذات علاقات متميزة معه يجعل من الضروري على الحكومة المغربية أن تبحث سبل الاستفادة من هذه الظروف الإيجابية، التي لا تتكرر كثيرا «لأننا نعلم أن إسبانيا تحتضن حزبا يمينيا هو الحزب الشعبي لا يكن الكثير من الود لبلدنا، وفرصة غيابه عن السلطة تدفعنا إلى بحث كل الطرق لاستغلال الظروف القائمة». وأضاف الحسيني أن الحكومة بإمكانها أن تركز على ثلاث نقاط رئيسية، في مقدمتها الصحراء والدفاع عن مشروع الحكم الذاتي وبحث تأييد له داخل دول الاتحاد، تليها علاقات المغرب الاقتصادية بالاتحاد الأوروبي «بحيث بإمكان إسبانيا أن تضطلع بدور لفائدة المغرب بتعميق مبدأ الوضع المتقدم وجعله قريبا من وضعية الشريك الاقتصادي، إلى جانب بحث أوضاع المهاجرين المغاربة بإسبانيا وبالاتحاد الأوروبي بشكل عام، الذين يعيشون ظروفا صعبة جدا بسبب الأزمة المالية الدولية». من جهته، رأى جابر عبد الكريم، رئيس جمعية الصداقة المغربية الإسبانية بمدينة تطوان، أن العلاقات التاريخية الجيدة بين مدريدوالرباط تحتم على الحكومة دراسة الوضع الجديد في أوروبا برئاسة إسبانيا وكيفية الاستفادة منه للدفاع عن المصالح الوطنية. وأوضح جابر في اتصال مع «المساء» أن إسبانيا هي بوابة الرباط إلى أوروبا «والآن هي رئيسة الاتحاد وهذا في صالحنا، إذ علينا بحث العديد من القضايا المطروحة، وأنا أود التركيز على دور الأحزاب والجمعيات المدنية في تعميق هذه العلاقة وتطويرها خلال الستة أشهر القادمة التي هي مدة الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي». فيما رأى الحسيني أن الاتحاد الأوروبي يضع ضمن أولوياته تطوير العلاقات مع إفريقيا، وخاصة دول الشمال، وهذا عنصر إيجابي بالنسبة للمغرب. وبدأت الرئاسة الدورية الإسبانية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر ابتداء من الجمعة الأخير، وستكون الدبلوماسية الأوروبية على موعد مع محطات كبرى في إطار الرئاسة الإسبانية، من قبيل قمة «الاتحاد الأوروبي-المغرب» المرتقب عقدها في ربيع 2010 في مدينة غرناطة على الأرجح، وانعقاد أول قمة للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة منذ إحداثه سنة 2008، وكذا قمة «الاتحاد الأوروبي-أمريكا اللاتينية». وكان رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو قد أكد خلال ندوة إعلامية مؤخرا أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تظل «جيدة للغاية»، في تلميح إلى قضية أميناتو حيدر، وما أشير إلى أنها أثرت على علاقات الرباطومدريد. وأعرب رئيس الحكومة الإسبانية عن تقديره للتعاون المثمر بين البلدين، في ميدان مكافحة الهجرة السرية، وسجل «ارتياحه» للانخفاض المسجل في عدد المهاجرين السريين الوافدين على بلاده خلال السنة الجارية مقارنة بالسنة الماضية.