لايزال سكان "امي نتانوت"، بضواحي مراكش، ينتظرون استجابة المسؤولين عن قطاع الصحة لمطلبهم ببناء مستشفى محلي، بعدما خاضوا عدة وقفات احتجاجية منذ سنة، بدون أن يحصلوا على أي استجابة فعلية من لدن الجهات المعنية. وأشار أحد أبناء المنطقة إلى أن المركز الوحيد في المنطقة يفتقر للتجهيزات، ويعرف نقصا حادا في عدد الأطر، إضافة إلى أنه لا يتوفر على سيارة إسعاف لنقل المصابين في حالات خطيرة إلى المستشفيات المجاورة، مما يتسبب في وفيات بعض المصابين. وأضاف المصدر ذاته أن قلة وضعف خدمات القوافل الطبية، وكذا عدم فعالية دور القابلات يزيد من تعميق جراح السكان، مشيرا إلى أن النساء الحوامل يجدن صعوبة في الإنجاب جراء غياب طبيب اختصاصي في الولادة . واعتبر المتحدث ذاته أنه في ظل غياب مستشفى يلبي حاجيات السكان الصحية، فإن عدد وفيات النساء الحوامل والمرضى في ارتفاع، لاسيما أن حوادث وضع النساء الحوامل في الطريق، وأمام باب المركز الصحي بامينتانوت، أضحت أمرا عاديا ، مضيفا أن وفيات النساء والرضع أضحت تؤرق مضاجع سكان المنطقة. وفي الصدد ذاته، قال المصدر ذاته إن وفاة الرضيع "أيوب" داخل السيارة بسبب غياب الأكسجين، خلقت الحزن في صفوف سكان مدينة امنتانوت وباقي سكان إقليمشيشاوة. ونشر سكان امنتانوت مقاطع فيديو تبرز صراخ واحتجاج النساء على غياب مستشفى، وتقول إحدى النساء في الفيديو "لقد حملنا سيدة حاملا إلى هنا لكي تلد، فطلبوا منا نقلها إلى شيشاوة، فاضطرت لوضع مولودها في سيارة الإسعاف قبل أن تبلغ شيشاوة، واضطررنا لدفع 200 درهم لسيارة الإسعاف . وتضم المنطقة 24 جماعة، يوجد أغلبها في مناطق جبلية، يضطر السكان إلى قطع مابين 40 و50 كيلومترا، وبعد بلوغ المركز يضطر السكان إلى قطع مسافة 45 كيلومترا أخرى للوصول إلى مستشفى شيشاوة، في تضاريس وعرة تزيد من معاناة السكان.