نبه عمر الكتاني، الخبير الاقتصادي، إلى أن التمويلات الإسلامية ليست مؤهلة بعد للدخول في النسيج الاقتصادي الوطني على الأقل من الناحية العملية، على اعتبار أن المرحلة مرحلة تكوين المكونين، مشددا في تصريح خص به «المساء»، على هامش المؤتمر الدولي حول التحول للمالية الإسلامية بأكادير، على أن الموارد البشرية هي الأساس في نجاح أي تجربة. وأكد الكتاني أن المغاربة حتى وإن بدؤوا متأخرين، فإن لديهم ملكة تمكنهم من حرق المراحل في مثل هذه المجالات، وقال إن جيلا من الشباب يملك الحماسة اللازمة من أجل المضي قدما في إنجاح هذا المشروع من بينهم أساتذة وباحثين في الجامعات المغربية ومعاهدها العليا. وفي معرض جوابه عن سؤال للمساء حول الأثر الاجتماعي للتمويلات الإسلامية، قال الكتاني إن تغيب مؤسسة الزكاة في حدها الأدنى قد يوفر ألف مليار سنتيم سنويا وهو ما يعادل واحد بالمائة من الناتج الوطني، وأورد المتحدث التجربة الباكستانية، التي استفاد فيها مليون ونصف استفادوا من الزكاة وكذا التجربة السودانية التي تخصص قانونيا 12 بالمائة من ودائعها البنكية للتمويلات الصغرى، إضافة إلى التجربة الماليزية التي خلقت صندوق ادخار الحج وهو صندوق ذو بعد اجتماعي. وأضاف المتحدث نفسه أن الاستثمار الاجتماعي لازال مغيبا، فالدولة قامت بتقوية عدد من الشركات الكبرى والمؤسسات البنكية، والحكومة الحالية أخذت على عاتقها تحقيق التوازنات الماكرو اقتصادية، الأمر الذي يجعل من الاستثمار الاجتماعي نقطة ضعف في الاقتصاد الوطني، ويقصد عمر الكتاني بذلك غياب رؤية اقتصادية شاملة ومتكاملة من شأنها أن تحد من ظاهرة الفقر على امتداد خمس عشرة سنة إلى عشرين سنة. وقد خصصت الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي للمالية الريادية مقاربة موضوع التحديات، التي تواجه التحول نحو المالية الإسلامية وكذا المقاربات التي تواجه ذلك وفي كلمته بالمناسبة أشار رئيس المؤتمر أحمد شاكر إلى أن اللجنة العملية للمؤتمر قد تلقت ما يزيد عن 120 ورقة علمية تم اعتماد 90 بالمائة منها، وأضاف أن المؤتمر سيحتضن 16 جلسة علمية متخصصة. وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث عن أن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ستحتضن السنة المقبلة تكوينا في المصرفية المالية عبارة عن ماستر متخصص. كما سيتم إنشاء مكتبة متخصصة في المالية الإسلامية فضلا عن توقيع مجموعة من الشراكات الدولية، التي من شأنها تعزيز هذا النوع من التكوينات. المؤتمر الذي احتضنته مدينة أكادير، نهاية الأسبوع الماضي، على مدى ثلاثة أيام عرف مشاركة خبراء أجانب من ماليزيا والجزائر والسعودية وغيرها من الدول الرائدة في مجال المالية الإسلامية.