يسير فريق المغرب الفاسي نحو انتقال سلس، حسب تعبير نائب الرئيس أحمد المرنيسي، من مرحلة رشيد الوالي العلمي إلى مرحلة اسماعيل الجامعي عبر بوابة جمع عام استثنائي تقرر عقده يوم السبت القادم، وهو الجمع الذي تمت الدعوة إليه بعد التراجع الاضطراري لرشيد العلمي إثر وعكة صحية لم تمنحه فرصة إكمال موسمه الثاني على رأس واحد من أعرق الأندية الوطنية. كل المؤشرات تدل على أن اسماعيل الجامعي هو قائد سفينة المغرب الفاسي لفترة جديدة عمرها أربع سنوات، لم لا و هو الذي يحظى بمباركة جميع الفعاليات سلطات المدينة وجمهور الفريق ومنخرطون بمن فيهم أولئك الذين تقدموا لمنافسة الرجل على هذا المنصب في مشهد يبدو غريبا نوعا ما، وما تقديم سعد أقصبي ترشيحه و في لآن ذاته مساندته للجامعي لخير دليل على غرابة المشهد. وقد ساهمت وضعية الفريق، قبل الفوز على أولمبيك خريبكة، في الهرولة نحو تسليم الرئاسة لاسماعيل الجامعي باعتباره المنقذ ورجل المرحلة القادمة، بعد مرحلة الوالي العلمي التي اختلفت الآراء حول تقييمها، إذ يرى البعض أن العلمي وفريق عمله فشل في تدبير أمور الفريق فيما يرى البعض الآخر أن الرجل لم يفشل في مهمته بقدر ما خانته النتائج التقنية. وتتميز فترة ما قبل جمع عام السبت المقبل بالحضور الوازن للجمهور الفاسي، الذي أبدى مساندة مطلقة للمرشح اسماعيل الجامعي، كما دخل على الخط في إقناع المنافسين عن العدول عن الترشيح، والأكثر من ذلك أنه طمأن أحد المنافسين بالحيلولة دون عودة بعض الوجوه إلى التسيير بعد انتخاب الجامعي. ورغم التهييء والاستعداد ودعوة المنخرطين، يظل مصير الجمع العام الاستثنائي للمغرب الفاسي مجهولا إذ قد يعقد في موعده المحدد كما قد يُلغى كما ألغي الجمع الاستثنائي لموسم 2013 و 2014 في عهد الرئيس السابق مروان بناني. هل يتكرر سيناريو بناني؟ لم يكمل اسماعيل الجامعي موسمه الثاني منخرطا بالمغرب الفاسي، ومع ذلك تم تقديمه مرشحا للفريق، في سيناريو شبيه، ولو بدرجة أقل، مع ما حدث مع الرئيس السابق مروان بناني، الذي استلم قيادة الماص و لم يمض على انخراطه نصف السنة. وتُشكل الحاجة إلى المال القاسم المشترك بين مجيئ بناني و الجامعي، حيث تم تقديم بناني على أنه الرجل الذي ستنعم معه المغرب الفاسي و كذلك يحدث الآن مع اسماعيل الجامعي، وإن كان مسيرون يرون في الأمر اختلافا وأن الفريق استفاد من تجربة بناني و لا يرغب في تكرارها مع الجامعي. هل تعود عائلة الجامعي بعد ربع قرن من الغياب؟ لم تعمر عائلة الجامعي طويلا في منصب الرئاسة بالمغرب الفاسي، حيث أمضى العم بوشتى الجامعي خمس دورات فقط على رأس الفريق قبل أن ينسحب ويترك الجمل بما حمل لرئيس جديد، وهو الذي قدم مبالغ مالية مهمة لم تشفع له بالتعمير طويلا. وحسب رواية بعض العارفين بخبايا المغرب الفاسي، فإن أحمد المرنيسي الذي يدعم اسماعيل الجامعي بعد مرض الرئيس الوالي العلمي هو الذي كان سببا في مجيئ العم بوشتى إلى الرئاسة قبل 25 سنة من الآن بعد الضغط على الرئيس السابق محمد بنزكور بدعوى عدم قدرته على الالتزام بضخ 100 مليون سنتيم في حساب الفريق، ليبقى التساؤل المطروح هل سيفر اسماعيل بجلده قبل انتخابه أو حتى بعد انتخابه بقليل أم سيطول مقامه بالفريق وتتحقق أمنية أحمد المرنيسي، الذي تمنى أن تستمر رئاسة اسماعيل الجامعي لأزيد من 10 سنوات. بناني استعان بغير المنخرطين فتح الرئيس رشيد الوالي العلمي باب الانخراط بالمغرب الفاسي، قبل أن يتم سحب البلاغ والتراجع عن الفكرة، التي قد تجلب للبعض المتاعب في حال الدعوة إلى جمع استثنائي ولن يكون بالمقدور التحكم في مجرياته. وأثبتت الأيام أن من عدل عن فكرة إعادة فتح باب الانخراط كان همه قطع الطريق على وجوه جديدة قد يحملها معه المرشح القادم اسماعيل الجامعي، وهو ما أكده التصريح الأخير لنائب الرئيس أحمد المرنيسي حين قال أن المكتب الجديد لن يُشكل من غير المنخرطين الحاليين وهو ما تمت الإشارة إليه في البلاغ الداعي إلى عقد جمع استثنائي. بعد انتخاب بناني في 2009 استعان الرجل بغير المنخرطين، فهل يتكرر المشهد مع اسماعيل الجامعي أم أن الأخير تم تكبيله بكلمة «الشروط القانونية» الواردة في البلاغ؟ جمهور الماص كان حاضرا في المشهد كان لجمهور المغرب الفاسي، جمعيات و إلتراس، دورا بارزا منذ بداية الموسم الحالي وهو الدور الذي أجبر المكتب المسير إلى الدعوة إلى عقد جمع عام استثنائي. لقد نشطت الجمعيات على «الفايسبوك» برفعها شعار «ارحل» في وجه بعض الوجوه البارزة في مكتب الوالي العلمي، كما نشط فصيل «الفاطال تيغرز» أكثر بالمدرجات وهو الذي ردد كثيرا مجموعة من الشعارات كان أبرزها « الماص فريق غريق و المكتب لا يليق». لم يقتصر دور الجمهور عند هذا الحد بل أبدى مساندة شبه مطلقة للمرشح اسماعيل الجامعي وضغط بقوة من أجل عدول بعد المنافسين عن قرار الترشح. جمع استثنائي بمرشح وحيد للذهاب نحو جمع عام استثنائي بمرشح وحيد، تم الضغط على بعض المنخرطين الذين فكروا في منافسة اسماعيل الجامعي. وحسب إفادة مصادر مقربة من الفريق الفاسي، تراجع منخرط عن تقديم ترشيحه، بينما سحب منخرط ثاني ترشيحه بعد أربع ساعات من تقديمه، بينما طال الحوار مع المرشح سعد أقصبي، الذي أصر على الإبقاء على ترشيحه وربط سحبه بتنحي كل من فشل من فريق عمل رشيد الوالي العلمي. ولتخويف المنافسين كانت جملة « تحملوا مسؤوليتكم في حال انسحب الجامعي» تتردد على الألسن خاصة وأن القادم يعتبر كنزا للمغرب الفاسي وما الفرحة العارمة عند تقديم ترشيحه لخير دليل على ذلك.