سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كريمة بوعمري: لا بد من إخراج السيرة النبوية من السرد التاريخي إلى الواقع المعاصر في ندوة نظمها مركز خديجة لنصرة الرسول حول موضوع «من نسيم الهجرة النبوية»
نظم «مركز خديجة لنصرة الرسول» بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالرباط يوم الإثنين الماضي ندوة علمية في موضوع «من نسيم الهجرة النبوية»، شارك فيه عدد من الباحثين والمهتمين. وقالت الدكتورة كريمة بوعمري، رئيسة المركز، في كلمتها الافتتاحية للندوة إن الهجرة النبوية تعتبر حدثا هاما في تاريخ الإسلام والمسلمين، لأنها لم تكن هجرة من بلد إلى آخر فحسب, بل كانت انتقالا من حال إلى حال أخرى في مسيرة الدعوة الإسلامية، من حال القلة إلى الكثرة ومن حال الفرقة إلى الوحدة ومن حال الاضطهاد الذي كان المسلمون يتعرضون له في مكة إلى حال «صناعة الأمل». وذكرت الدكتورة بوعمري بأهداف المركز الذي ترأسه، والأدوار العلمية والثقافية التي ينهض بها، وهي التعريف برسالة الإسلام وقيمته الحضارية، والاهتمام بشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتصحيح الصورة النمطية عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وإحياء المنهج النبوي في التعامل مع جميع شرائح المجتمع، وإبراز الإعجاز العلمي في السنة النبوية. وقالت الدكتورة كريمة بوعمري إنه لا بد من الخروج بالسيرة النبوية من إطار السرد التاريخي للوقائع التاريخية إلى قراءتها باعتبارها سجلا للانتصارات والبطولات وتمثلها في واقعنا المعيش، وتحويل محطات السيرة إلى معالم نسترشد بها في حياتنا اليومية. وفي عرضه الذي جاء تحت عنوان «نجوم الهجرة وأبطالها» استعرض الباحث يونس بوعلام جملة من بطولات الصحابة وأدوارهم ومواقفهم من خلال وقائع الهجرة النبوية، مشيرا إلى أن تلك الأدوار عبرت عن وعيهم بما هو منوط بهم والدفاع عن القيم التي آمنوا بها، واستعدادهم للتضحية في سبيل قناعاتهم. أما الباحث والخطيب محمد الخيراوي فقد ركز في مداخلته على نماذج من التربية النبوية للصحابة، متمثلة في رفع معنوياتهم وشحذ هممهم في أحلك الظروف التي كانت تجتازها الدعوة الإسلامية التي حوربت من كل جانب، ودعا الخيراوي إلى ضرورة استحضار هذه النماذج في الحياة اليومية للمسلمين اليوم، وتحويل السيرة النبوية إلى دروس وعبر للاستلهام. وتحدثت الدكتورة حنان الحداد في مداخلتها عن الأدوار الطلائعية التي قامت بها المرأة المسلمة خلال الهجرة النبوية، مبرزة أن المرأة أدت أدوارا كبيرة سجلها تاريخ الإسلام، قدمن الغالي والنفيس دفاعا عن الدين الجديد الذي آمن به. وقالت الباحثة إن المرأة في فجر الدعوة الإسلامية تكبدت مشاق كثيرة في السفر والترحال وضحت بكل شيء لكي يستمر مشعل الرسالة، مستعرضة نماذج من نساء الدعوة. وكشف الباحث شفيق الإدريسي في ورقته أن هناك دروسا يمكن أن تستفاد من الهجرة النبوية، عدد منها الأخذ بجميع الأسباب المادية والأسباب الروحية من خلال التوكل على الله، والتركيز على أهمية الأمانة في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ رغم تكذيب قريش له وصده عن الدعوة ظل الرسول صلى الله عليه وسلم المستودع الآمن لكافة أماناتهم، والحب إلى درجة الاندماج الذي تجسد بالأساس في أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي آثر الرسول على نفسه وأهله وولده. واختتمت الندوة بوصلة إنشادية قدمتها مجموعة الذاكرين.