كشف مصدر مطلع ل«المساء» أنه تم اعتقال كولونيل معروف بجهاز الوقاية المدنية لتورطه في قضايا فساد مالي وإداري واستغلال النفوذ والتزوير. وحسب مصدر «المساء» فإن الكولونيل تم إعفاؤه من مهامه قبل أن يقدم استقالته في الوقت الذي كان يشغل منصب مدير الموارد البشرية بالإدارة العامة للوقاية المدنية. وحسم الجنرال عبد الكريم اليعقوبي في ملف من يوصف بالرجل القوي في الجهاز، الكولونيل «أمومو»، والذي أصدر تعليمات تقضي بإعادة النظر في ملف كل عنصر عرض على اللجنة التأديبية، وصدرت في حقه عقوبات في غير محلها، إبّان سنوات مدير الموارد البشرية الذي يوجد رهن الاعتقال قصد التحقيق معه في تهم كبيرة منها التزوير واستغلال النفوذ والفساد المالي والإداري. وتم فتح تحقيق واسع مع المسؤول داخل جهاز الوقاية المدنية لكشف المزيد من المتورطين في فضيحة الشواهد المزورة، خاصة أن القرار خلف ارتياحا في صفوف عناصر الجهاز، بعد أن تبين أن المسؤول الذي يوجد رهن الاعتقال كان يمنع عناصر الجهاز من مواصلة الدراسة، إضافة إلى رفضه الإجازات بشكل غير مفهوم. ويعتبر اعتقال مدير الموارد البشرية الثالث من نوعه بعد اعتقال كولونيلين بالوقاية المدنية، إضافة إلى موظفة كانت بمثابة وسيطة في فضيحة حاملي الشهادات الجامعية والأكاديمية المزورة، والتي أسفرت عن استقالات وتوقيفات في صفوف العديد من عناصر الوقاية المدنية. ويواصل جهاز الوقاية المدنية حملة تطهيرية واسعة النطاق همت مجموعة من الإصلاحات الهيكلية والإدارية، قامت خلالها المديرية العامة للوقاية المدنية على الصعيد الوطني بحملة استهدفت أصحاب الشواهد المزورة، إذ تمت تسوية ملف أزيد من 84 عنصرا من الوقاية المدنية، تبين أنهم دخلوا بشهادات مزورة بوساطة من مسؤولين سابقين بالجهاز. كما أعلنت المديرية العامة للوقاية المدنية عن تقديم 31 من عناصر الجهاز أمام المجلس التأديبي على إثر نتائج عملية جرد، امتدت لسنوات، من قبل الأكاديميات والجامعات قصد التحقق من مدى صحة الشواهد المدلى بها عند التوظيف. وتم عزل 15 عنصرا بينما تم قبول استقالة 16 عنصرا آخر، فيما أحيل الملف برمته على الضابطة القضائية المختصة قصد تحديد كافة ملابسات عملية التزوير المشار إليها. وقال مصدر مطلع إن مسؤولين حاليين بجهاز الوقاية المدنية أعلنوا عن ديناميكية جديدة داخل المؤسسة، وعن عزم قيادتها على تأهيل وتطوير هذا الجهاز، نظرا للمهام الجسيمة المنوطة به خصوصا عندما يتعلق الأمر بإنقاذ أرواح الناس وحماية ممتلكاتهم.