انتقد نواب السياسة الحكومية في تدبير الكوارث الطبيعية بسبب ضعف البنيات التحتية، مشيرين، خلال مداخلة لهم بمجلس المستشارين أول أمس، إلى ما خلفته الأمطار الأخيرة من ضحايا في الأرواح البشرية. وأشار أحدهم إلى أن الطريق الرابطة بين فاس وتاونات لم يمض على إنجازها سوى مدة زمنية قصيرة، لتكشف الأمطار الأخيرة عن عيوب بها، داعيا الحكومة إلى فتح تحقيق في الموضوع حماية لأموال الدولة التي توقع عقودا مع مقاولات لا تتقن عملها. وقال مستشارون إن التجارب بينت أن سقوط كمية قليلة من الأمطار تحول بعض المدن إلى برك مائية ما يوضح هشاشة البنيات التحتية. وفي رده على السؤال الذي تقدم به كل من فريق التحالف الاشتراكي وفريق التجمع الوطني للأحرار وفريق الأصالة والمعاصرة، والذين تقدموا بأسئلة حول موضوع تأثير الفيضانات على الشبكة الطرقية، أكد أنيس بيرو، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، أن الأمطار الأخيرة ألحقت أضرارا جسيمة بحوالي 122 عمالة وإقليما أدت إلى230 نقطة انقطاع بالطرق. وأوضح بيرو، في جوابه الذي تلاه نيابة عن كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، أنه تم اتخاذ تدابير لإصلاح أضرار الفيضانات همت القيام بإصلاحات أولية مؤقتة لضمان استمرار حركة السير كوضع علامات التشوير الضرورية ووضع قناطر الإغاثة وفتح ممرات مؤقتة وإزالة كل الأوحال من الطرق، إضافة إلى القيام بعملية التقييم والدراسات المتعلقة بالإصلاحات الكبرى النهائية . و تخصص الوزارة سنويا حوالي 100 مليون درهم في المواسم الشتوية العادية لإصلاح أضرار الفيضانات وحذف نقط الانقطاع بالطرق. وأضاف أنه تم تسطير برنامج استثنائي مستعجل لإصلاح هذه الأضرار إذ تم تخصيص غلاف مالي قدر ب400 مليون درهم برسم القانون المالي 2009 ، منها 204 ملايين درهم تدخل في إطار ميزانية الوزارة و196 مليون درهم من الصندوق الخاص بمحاربة آثار الكوارث. وأضاف غلاب أنه تم خلال السنة الجارية إضافة اعتماد مالي قدره 200 مليون درهم تم تخصيصها لأشغال إصلاح الطرق، هي في طور الانطلاقة، وتهم أقاليم الحوز وأزيلال وشفشاون والرشيدية وفكيك والعرائش والرباط والناظور والقنيطرة وطانطان وتارودانت والحسيمة وسيدي قاسم وأكادير وخريبكة وتاونات وتازة ومكناس ووجدة.