حاصرت العشرات من الأمهات، مرفوقات بأطفالهن، مقر إذاعة طنجة، في وقفة احتجاجية، أول أمس الثلاثاء، حين كان النائب الإقليمي للتعليم ضيفا على برنامج يبث مباشرة، والذي ناقش موضوع التوقيت المستمر في المدرسة العمومية، والذي ألغته النيابة الإقليمية. وحل النائب الإقليمي، السعيد بلوط، ضيفا على برنامج «بين الإدارة والمواطن»، الذي يعده ويقدمه الإعلامي خالد الشطيبات، إلى جانب كل من عبد الله قريش، الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتربية والتعليم، وحسن عبو رئيس فدرالية جمعية آباء وأولياء تلاميذ التعليم الابتدائي بطنجة، وعبد الكريم الشاعر، عن تنسيقية جمعية آباء وأولياء التلاميذ، المحتجة على إلغاء العمل بالتوقيت المستمر. وأثناء الحلقة، ارتفعت أصوات أولياء الأمور، وجلهم من الأمهات، أمام مقر إذاعة طنجة، لمطالبة النائب بتطبيق التوقيت المستمر، متهمين إياه بأنه يتخذ قرارات فردية، وأنه لا يراعي خصوصيات الأسر المغربية، معتبرين أن قرار النيابة سيؤثر سلبا على تمدرس أبنائهم، وعلى استقرارهم الأسري. وأحاط العشرات من رجال الأمن بالبناية التي تضم مقر إذاعة طنجة، لأول مرة منذ حراك 20 فبراير، خاصة في ظل تنامي الاحتجاج تدريجيا خلال بث الحلقة التي استمرت ساعة من الزمن، فيما حوصر النائب الإقليمي لنحو ساعة بعد انتهاء الحلقة داخل الإذاعة، خوفا من احتكاكه مباشرة بالمحتجين. ودافع النائب الإقليمي، خلال مداخلته في البرنامج عن قراره بإلغاء التوقيت المستمر، مبررا ذلك بكون هذا النمط ينعكس سلبا على مؤشرات التربية بطنجة، حيث إنه يقلص ساعات العمل القانونية بالنسبة للأستاذ، كما يفقد التلميذ تركيزه على الدروس نظرا لطول مدة التحصيل المتواصل. ومن جهته نفى النقابي عبد الله قريش، أن يكون هذا القرار قد اتخذ بمقاربة تشاركية، واصفا إياه بالقرار الانفرادي، موضحا أن العديد من الأسر لا تستطيع الالتزام بالتوقيت الذي اعتمدته النيابة، حيث سيكون الأولياء مضطرين لمرافقة أبنائهم في الذهاب والإياب خلال فترتي الصباح والمساء. أما حسن عبو ممثل جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، فاعتبر المسوغات التربوية التي قدمها النائب الإقليمي، لتبرير إلغاء التوقيت المستمر المعمول به بطنجة منذ سنوات، غير حقيقية ولا أساس لها، لأن أسباب تراجع مؤشرات جودة التعليم بالمدينة لها مسببات أخرى، معتبرا أن للتوقيت المستمرة إيجابيات كثيرة منها يسر ولوج التلميذ للمؤسسة التعليمية.