منذ تعيين الفاسي الفهري رئيسا لجامعة كرة القدم في منتصف شهر أبريل، توقع فلكيو الكرة، وهم ينصتون لبرنامج الرئيس، سقوط الكثير من الوعود من سطور هشة ورقة قيل إنها خارطة الطريق. لم ينتبه أحد إلى دلالات شهر أبريل المرادف للكذب والبهتان، لكن العديد من الحاضرين غادروا القاعة وهم في حالة إشباع من وعود منها من مات فور ولادته. قطع الفهري الشك باليقين في أول خروج إعلامي، وقال إن التأهيل إلى نهائيات كأس العالم ليس ضربا من المستحيل، ومع مرور الأيام تحول حلم التأهيل إلى مونديال جنوب إفريقيا إلى «فزورة»، وحين ركضنا خلف تأشيرة كأس إفريقيا تبين أننا كنا نطارد خيط دخان. في أول اجتماع للمكتب الجامعي، قيل لنا معشر الصحافيين إن عهد التسيب قد راح إلى غير رجعة، وأن الجامعة عينت ناطقا رسميا يؤمن العلاقة بين الصحافة والجامعة اسمه عبد الله غلام، ومع مرور الوقت تحول الناطق الرسمي إلى مجرد مستمع يتابع أخبار الجامعة عبر الصحف، قبل أن يقرر التزام الصمت والسفر إلى الديار المقدسة داعيا الله إعفاءه من وسخ الكرة. وعد رئيس الجامعة بالاهتمام باللاعبين الدوليين القدامى، لكن معاناة السلف تفاقمت فحرموا في عهد الفهري من مكاسب سابقة، كدعوات حضور مباريات المنتخب الوطني، رغم أن كثير من اللاعبين القدامى شكروا الجامعة على نسيانها لأن حضور مباريات المنتخب كفيل برفع نسبة السكر في دمهم. نادى رئيس جامعة الكرة بتخليق المشهد الكروي، وراهن على الحكامة الجيدة، لكنه بالمقابل قرر التشطيب بركلة قدم على جهاز اسمه المجموعة الوطنية لكرة القدم، دون الحاجة إلى تقديم الحساب المالي والأدبي، ولأن الحكامة الجيدة تتطلب عناصر الخبرة والتجربة فقد انتصبت ذات صباح أمام مدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علامة قف في وجه مجموعة من المستخدمين العرضيين، الذين اكتشفوا أنهم كانوا مجرد مناديل ورقية في بيت الجامعة الجديدة. حين بدأ حلم التأهيل يتراجع، خرج كريم العالم وزير خارجية الجامعة ليعلن للرأي العام الرياضي، عزم الجامعة على مقاضاة الاتحاد الدولي لكرة القدم لدى محكمة المنازعات الدولية، وباع للمغاربة أقراص الوهم جعلت الكثير منهم يعتقد أننا فزنا بالقلم على الطوغو، قبل أن يصفعنا حكم لا يقبل النقض يبقي النكد على حاله، تسلم المحامي تعويضات عن أتعابه ونال العالم تعويضات سفرياته إلى زوريخ وآمن المشككون منا بمقولة «ما تبدل صكعك غير بما اصكع منو». في البيت الجامعي أكثر من مسيلمة الكذاب، هناك من وعد بإنشاء بوابة إلكترونية جديدة للجامعة تتلاءم مع العهد الجديد، وتبين أن إنجاز الموقع استمر شهورا كانت تكفي لبناء مقر لجامعة لا تملك مقرا ولا شهادة إقامة، وهناك من وعد بعلاقة جديدة بين قطاع التحكيم ورجال الإعلام، وتبين أن خاتم «سري جدا» لا يفارق جيوب أفراد مديرية التحكيم، بل إن العضو الجامعي عروب رمسيس بشر الرياضيين بنظام تأمين وتغطية صحية، وحين تعرض الحكم الدولي خالد رمسيس لضربة قاتلة على مستوى العنق لم يكلف رمسيس الجامعة نفسه عناء زيارة الحكم المصاب رغم أن مكتبه لا يبعد عن المصحة إلا ببضعة أمتار. كي لا نظلم الجامعة، علينا أن نقر بأن الكذب يطال الأندية أيضا، فالرجاء البيضاوي وعدنا بصفقة الموسم حين فاوض موفدين عن نادي إسبانيول برشلونة، وبعد أيام تبين أن السماسرة مجرد باعة متجولين للوهم، ولم يسلم الجمهور الودادي من أكاذيب المسؤولين حين ظل ينتظر ظهور الهاتف الأحمر في السوق المغربية، بعد أن تم توقيع اتفاقية استشهار مع إحدى الشركات الإسبانية، ومع مرور الوقت تبين أن صوتا في الطرف الآخر من السماعة يقول: يتعذر الآن تلبية طلبكم المرجو النداء لاحقا.