تماما، كما هي حالة الارتباك التي تعرفها الرياضة المغربية عموما، فإن وزارة الشباب والرياضة تسير بدورها على إيقاع الارتباك، فبعد أن قدم امحند العنصر استقالته من الوزارة، إثر انتخابه رئيسا لجهة فاس بولمان، تم تعويضه أخيرا بمدير ديوانه لحسن السكوري.. لقد عاشت وزارة الشباب والرياضة على إيقاع التصدع، فعندما تم تعيين امحمد أوزين وزيرا للقطاع في حكومة بنكيران، عقدت آمال كبيرة عليه ليقود مسلسل الإصلاح، لكن فضيحة «كراطة» الموندياليتو أطاحت به بعيدا عن الوزارة، ولم يكن البديل إلا امحند العنصر، الرجل الذي ظل «يتجول» بين كراسي المسؤولية الحكومية منذ 34 سنة. ولأن العنصر جاء إلى وزارة الشباب والرياضة، ليواصل مسلسل استوزاره فقط، هو الذي في ظرف ثلاث سنوات تنقل بين ثلاث وزارات، بداية من الداخلية مرورا بوزارة التعمير، ووصولا إلى الشباب والرياضة، فإنه لم يكن متوقعا أن يحرك البركة الراكدة للقطاع، لذلك اختار الرجل أن يدير ظهره لكل شيء، وأن يواصل حضوره الباهت، بل إن تعيينه كان إشارة سلبية في حق قطاع يتم تقديمه بأنه قطاع استراتيجي وحيوي، لكنه في الواقع ليس كذلك. اليوم، تم تعيين لحسن السكوري، لكن المثير في هذا التعيين، أن الرجل عندما سئل عن برنامجه واستراتيجية العمل التي سينهجها، فإنه قال إنها ستكون امتدادا لاستراتيجية العنصر !مشيرا إلى أنه يراهن على الجودة في العمل..كيف السبيل إلى الجودة في العمل، وجعل نموذج سيء كالعنصر مثالا يحتذى به. الله أعلم. إذا كانت خطة عمل السكوري، هي امتداد لعمل العنصر، فليسمح لنا السيد السكوري، أن نقول له إن الشيء الوحيد الذي «نجح» فيه العنصر منذ 34 سنة، هو الحصول على مناصب المسؤولية، وخصوصا كراسي الوزارات، هنا يمكن أن يكون العنصر نموذجا جيدا بالنسبة للسيد السكوري، ولكل أشباه «الساسة» الذين يبحثون عن أغراضهم الشخصية. أما على مستوى الشباب والرياضة، فإن العنصر لم يكن لديه أي برنامج، بل إن حتى البرنامج الذي كان قد أعلن عنه أوزين، والذي من المفروض أنه برنامج حكومي يجب مواصلته، لم يقم فيه بأي شيء، مفضلا التفرغ لأمور بسيطة، يمكن أن يقوم بها أي كان، وليس مسؤولا برتبة وزير. لقد كان تعيين العنصر «فاجعة»في حق قطاع الرياضة، وكل المؤشرات تقول اليوم إن حقيبة الشباب والرياضة أصبحت مجرد وسيلة للاستوزار فقط. إن الرياضة المغربية تعاني، فهناك شلل تام، وهناك وزارة مغلوبة على أمرها، بدون رؤية لما يجب أن يكون عليه القطاع، وهناك وزراء يأتون ويرحلون، دون أن يغيروا شيئا، اللهم تغيير أوضاعهم الخاصة. لذلك، نخشى أن يكون السكوري امتدادا فعليا للعنصر، على مستوى طريقة العمل، وعلى مستوى مقاربة مشاكل الرياضة المغربية، وأن يكونا في المحصلة النهائية وجهان لعملة واحدة..