لم يكن يتوقع أحد أن حكيم زياش الذي أشهر «هولنديته» شهر ماي الماضي، مفضلا إياها على المغرب، أن ينقلب ستين درجة ويقول أنا مغربي ولست هولنديا. رحل الزاكي في سرية تامة إلى مدينة أمستردام شهر شتنبر الماضي، وموه الجميع بأن زيارته تهم لقاء أسامة طنان، قبل أن تنقل وسائل إعلام هولندية صورة للزاكي في المنصة الشرفية للملعب، يدون ويعاين مباراة بين أجاكس امستردام وتفينتي، اعتقد الجميع حينها أن الزاكي يعاين أنو الغازي المحترف بأجاكس. الزاكي كان يدون ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة، برفقة شخص يدعى مصطفى النخيلي ووراءهم الأسطورة الهولندي ماركو فان باسطن. تبين فيما بعد أن النخيلي هو وكيل زياش أما فان باسطن فهو من أخرج زياش للوجود بعدما وثق به كلاعب رسمي في صفوف هيرينفيان وهو شاب لا يتعدى سنه 18 سنة. قرر الزاكي أن يبوح بسره وينشر صوره رفقة زياش ووكيل أعماله وأب اللاعب، فحكيم صاحب الأصول المغربية وبالضبط مدينة بركان التي أنجبت رئيس جامعة الكرة، فوزي لقجع، وطبيب المنتخب، عبد الرزاق هيفتي، وحاليا لاعب وسط ينتظر منه الكثير يسمى حكيم. لم تصدق هولندا وهي ترى زياش يحتفي بصوره مع الزاكي وهو يتراجع عن قراره السابق معلنا اختياره النهائي لأسود الأطلس، عوض «الطواحين». جندت هولندا رجالها من التقنيين والمستشهرين والإعلاميين حتى أن صحافيا هولنديا تجرأ على طرح السؤال التالي: « هل يمكننا منحك شيء يجعلك تغير رأيك وتلعب لهولندا عوض المغرب؟ يرضيك حذاء ذهبي أم فرقة موسيقية تعزف على باب بيتك أم علبة من الحلوى؟ اطلب ما شئت وسأنفذه لك؟. اللاعب رد حسب بهدوء: «لا يوجد شيء سيجعلني أغير رأيي باللعب للمنتخب المغرب، لن أغير المغرب بهولندا». لم يمل الصحافي، بل تابع متسائلا عن سر عناد زياش فكان الرد صادمًا وقويا: «لم أختر المنتخب المغربي لتأخر هولندا في استدعائي، بل اخترته لأن قلبي أملى علي ذلك». تعرف هولندا من هو زياش، زياش لن تكفي الأسطر للحديث عن موهبته الخارقة، بل يكفي أنه أفضل ممرر في أوربا. يتصدر قائد فريق توينتي ترتيب أفضل ممرري الكرات في الدوريات الخمسة الأوروبية الكبرى، متفوقا على الأرجنتيني ليونيل ميسي. زياش مرر ستة عشر كرة حاسمة، متبوعاً بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ومواطنه خافيير باستوري لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، بأربعة عشر تمريرة. سجل زياش الذي يلقب بهولندا بشنايدر الثاني، ما مجموعه أربعة أهداف خلال فعاليات الدوري الهولندي الممتاز للموسم الكروي الجاري. لن ننتهي، فزياش العملة النادرة التي يرغب فيها أي مدرب في العالم.