فيما ينتظر أن تحسم صناديق الاقتراع، اليوم الجمعة، في تشكيلة أول مجلس للمستشارين في ظل دستور 2011، كشفت مصادر حزبية مطلعة ل»المساء» أن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة تتجه للتخلص من محمد الشيخ بيد الله، بإبعاده عن رئاسة مجلس المستشارين القادم. وحسب مصادرنا، فإن الماسكين بزمام الأمور داخل حزب «البام» حسموا أمر رئاسة مجلس المستشارين، التي يتجه الحزب للاحتفاظ بها للمرة الثانية على التوالي، لصالح عبد الحكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني للحزب، ورئيس الفريق في مجلس المستشارين المنتهية ولايته، مشيرة إلى أن هذا الأخير بات هو مرشح «البام» لانتخابات رئاسة الغرفة الثانية التي ستجري بعد افتتاح ملك البلاد محمد السادس للبرلمان في دورته الخريفية، يوم الجمعة المقبل. ووفق مصادرنا، فإن اختيار بنشماس يؤشر على إحكام جناح يساريي حزب الأصالة والمعاصرة سيطرته على دواليب الحزب، وتصفيته لما تبقى من قيادات ورموز تيار المحافظين داخله المتشكل أساسا من الأحزاب الخمسة التي اندمجت فيه في غشت 2008 والأعيان، لافتة إلى أن الدور جاء على بيد الله، فبعد الإطاحة به من رئاسة الحزب في المؤتمر الاستثنائي المنعقد في فبراير 2012، يتم الآن التخطيط لتجريده من رئاسة مجلس المستشارين وإبعاده عنها. مصادرنا، كشفت أن بيد الله تمكن من الظفر بعضوية مجلس المستشارين القادم اعتمادا على إمكاناته الشخصية، إذ لم يتلق في الحرب الضروس التي خاضها مع غريمه السياسي حمدي ولد الرشيد أي دعم من قبل الحزب، مشيرة إلى أن بيد الله، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، الذي دخل غمار انتخابات أعضاء الغرفة الثانية ل 2 أكتوبر الجاري، ضمن فئة ممثلي الجماعات الترابية (72 عضوا من مجموع 120)، عن جهة العيون الساقية الحمراء، ضمن قبل أيام على إجراء الانتخابات، مقعده إلى جانب محمد الخريف، الوزير الاستقلالي الأسبق، بعد سحب حزب الاتحاد الدستوري تزكيته لأحد أبرز منافسيهما، واتفاق عدد من الأحزاب، خاصة حزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، على إفساح الطريق أمام وزير الصحة الأسبق للعودة إلى الغرفة الثانية. ويأتي ذلك، في وقت تبدو فيه حظوظ حزب إلياس العماري وافرة لاكتساح مجلس المستثارين في نسخته الجديدة، بالنظر إلى النتائج التي حصل عليها على مستوى الغرف المهنية والجهات ومجالس الجماعات والعمالات والأقاليم، ودعمه للائحة المنظمة الديمقراطية للشغل.