كشفت مصادر مطلعة أن لائحة سفراء المملكة الجدد المرتقب تعيينهم من قبل الملك محمد السادس، خلال شهر أكتوبر المقبل، تتضمن اسم محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة. وبحسب مصادر «المساء»، فإن رئيس الغرفة الثانية للبرلمان، الذي يفترض أن تنتهي ولايته على رأس المجلس الشهر المقبل، سيشغل مهمة المندوب الدائم للمغرب لدى هيئة الأممالمتحدة بدل محمد لوليشكي، السفير الحالي المعين منذ سنة 2008 في المنصب ذاته خلفا لمصطفى الساهل، وزير الداخلية الأسبق. المصادر أشارت إلى أن المشاورات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين الديوان الملكي وسعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، وعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بشأن لائحة سفراء المملكة الجدد، استقرت على تعيين بيد الله في منصب المندوب الدائم للمملكة في الأممالمتحدة. وكشفت المصادر المذكورة، أن مسار «التوافق» بين المؤسسة الملكية ورئيس الحكومة الذي ميز مسار إعداد لائحة السفراء، سيحمل القيادي الصحراوي الذي تجمعه علاقة طيبة ببنكيران، على حزم حقائبه والتوجه إلى نيويورك، مشيرة إلى أن تعيين بيد الله، وهو شقيق القائد العسكري بجبهة البوليساريو، إبراهيم بيد الله المعروف باسم كريكاو، فيه رسالة واضحة إلى المنتظم الدولي. وفيما لم يستبعد مصدر حزبي أن تكون «بصمة» فؤاد عالي الهمة، المستشار الملكي، حاضرة في اختيار بيد الله، كشفت مصادر برلمانية أن تعيين رئيس مجلس المستشارين الذي كان شارك كملاحظ في عملية تحديد هوية سكان الأقاليم الصحراوية التي قامت بها بعثة الأممالمتحدة (المينورسو)، يجعل الطريق سالكا أمام غريمه داخل حزب «البام»، عبد الحكيم بنشماش، للظفر بمنصب رئيس مجلس المستشارين. ووفق المصادر، فإن رئيس فريق حزب «التراكتور» بالمجلس هو مرشح الحزب لانتخابات رئاسة المجلس التي سيفرضها شغور المنصب، مشيرة إلى أن الحزب سينزل بكل قوته من أجل الحفاظ على منصب الرئاسة، وتمكين بنشماش من موقع يمكنه من «ممارسة المزيد من الضغوطات على بنكيران. إلى ذلك، تسود أجواء من الترقب داخل مجلس المستشارين، بسبب تعيين بيد الله سفيرا، خاصة في صفوف الماسكين بالكثير من الخيوط داخل أجهزة المجلس، لما يفرضه ذلك التعيين من تجديد للهياكل. وبحسب مصدر برلماني، طلب عدم ذكر اسمه، فإن التعيين سيحدث رجة في المجلس ولاسيما لدى الأطراف التي تتمسك بإبقاء الأوضاع على ما عليها في ظل التمديد لأعضاء مجلس المستشارين، الذين انتهت ولايتهم الانتدابية. ويأتي تعيين بيد الله في وقت يطرح فيه التمديد لأعضاء المجلس مشاكل تنظيمية تهم تسيير الغرفة الثانية، منها ما يرتبط بانتخاب رئيس جديد لمجلس المستشارين، في ظل قرب انتهاء ولايته على رأس المجلس الشهر المقبل. من جهة أخرى، أكدت مصادر حزبية، حضرت مساء أول أمس الحفل الذي نظمته السفارة السعودية بالرباط، بمناسبة العيد الوطني للمملكة، خبر قرب تعيين القيادي الاستقلالي سعد العلمي، في منصب سفير المغرب بالرياض، والذي ظل شاغرا منذ وفاة السفير السابق محمد السمار في دجنبر 2009. وشهد حفل السفارة السعودية غياب بنكيران فيما كان حضور وزراء الحزب الإسلامي وقياديين فيه لافتا، حيث حضر عبد الله باها ومصطفى الخلفي وإدريس الأزمي الإدريسي ورضا بنخلدون وعبد العزيز العماري وجميلة المصلي. كما عرف حفل الاستقبال، الذي حضره كذلك محمد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير، ومحمد الشيخ بيد الله، وأحمد عصمان، مؤسس حزب التجمع الوطني للأحرار، فيما غاب القياديون الاستقلاليون لانشغالهم بانتخاب اللجنة التنفيذية، (عرف) تهافت الضيوف المغاربة على مصاحف القرآن الكريم، إذ تسابقوا على الحصول على أكبر عدد ممكن منها، فيما لم يستبعد مصدر حضر الحفل، الذي عرف احتفاء كبيرا من قبل السفير السعودي بالرباط، أن تكون السفارة مكنت عددا من ضيوفها المغاربة من بطائق المجاملة لأداء مناسك الحج.