تعني كلمة «قديد» في معجم «الوسيط» قطعا من اللحم مع الملح جفف في الهواء والشمس وعلى الفحم، ول»القديد» فوائد عديدة منها أنه يحتفظ بالبروتينات، إضافة إلى أنه من العناصر الأساسية لبناء الجسم، كما يعتبر بمثابة مطهر للأمعاء لما فيه من توابل مثل: الثوم والفلفل إضافة إلى رائحته الزكية التي تفتح الشهية، إلا أنه لا يخلو من بعض المساوئ، وخاصة عندما يكون هناك سوء في تحضيره، فعندما يترك اللحم وسط الماء فإن ذلك يؤدي إلى تعفنه، ورغم ذلك فإن القديد أحسن بكثير من النقانق، لأنه مجفف وخال من الأملاح والنترات الضارة. طريقة التحضير إن إعداد»القديد»يحتاج إلى خبرة في وضع الكميات المناسبة من البهارات والتوابل، إضافة إلى أن اللحم قبل أن يصبح «قديدا» يحتاج إلى طريقة خاصة في تجفيفه وطهوه، ففي البداية نقوم بتقطيع اللحم إلى شرائط طولها من 60 إلى 80 سم وسمكها من 3 إلى 4 سم، سواء كان لحم خروف أو بقر، ونضعها في قصعة مناسبة لكمية اللحم، ومن ثم نسكب ربع كأس من زيت الزيتون لكل كيلو غرام لحم ويتم وضع الكميات المناسبة من «التوابل» وهي: (مسحوق الثوم، فلفل أسود، قزبر يابس، زعتر، أوراق إكليل الجبل، القرفة، الفلفل الأحمر، ملح بكمية وافرة،..)، ويخلط المزيج جيدا ويترك ليتجانس، ثم يضاف إلى اللحم حتى يتشرب جيدا مزيج التوابل ليلة كاملة، وبعدها يتم نشره على الحبل في مكان ظليل في الصباح الباكر وقبل شروق الشمس، وتلف شرائط اللحم على الحبل، وكلما بقي اللحم في الظل أكثر من الشمس، أصبح طريا أكثر ولا يتعرض إلى الجفاف، وبعد ثلاثة أو أربعة أيام من النشر وفقا للمناخ، يتم تقطيعه إلى قطع مناسبة حسب الرغبة والاحتفاظ به إلى وقت الحاجة. طريقة طهو الخليع يلزمنا لإعداد الخليع كمية قليلة من الزيت في قدر مناسب حيث يغطي نصف سنتيمتر من قعره ونضع اللحم حيث يمتلئ أكثر بقليل من نصفه ونسكب الماء حيث يغطي ثلاثة أرباع كمية اللحم، ونتركه ينضج على نار متوسطة إلى أن يتبخر الماء تماما ونسمع صوت قلي الزيت، حينها نخفض النار قليلا ونراقب اللحم باستمرار إلى أن يتحمر وينضج».