أسقط بعض الفقهاء الحج عن أهل المغرب قديما لفقدهم الاستطاعة، التي هي من شروط وجوبه. بل إن بعضهم ذهب إلى حد تحريمه، إذا عُلم أنه يؤدي إلى ارتكاب محرم أو تضييع واجب. وفي باب التحريم يدخل ركوب الحجاج مراكب غير المسلمين للسفر إلى الحج، على نحو ما أفتى الشيخ الكتاني جوابا على رسالة من السلطان المولى عبد العزيز. ولعل ذلك وغيره من الاعتبارات ما جعل المغاربة يتوجهون، في ماض غير معلوم، إلى خلق بدائل محلية قريبة (حج مشهود) للتعويض عن الحج إلى البيت الحرام المنشود لكن البعيد المنال. فكانت نشأة ما يعرف بحج المسكين، الذي ما تزال بعض أشكاله المتأخرة تمارس بيننا حتى اليوم. ومنها نستعرض بعض النماذج الشهيرة في هذا المقال. جرى العرف أن لا يسمى الحج إلى أضرحة ومقامات الأولياء حجا. فتمييزا له عن الحج إلى البيت الحرام في مكة، يسمى الحج إلى ضريح الولي «زْيارة»، على نحو ما جرى به العرف والعادة. لكن في بعض المناطق المتفرقة من المغرب، اجتهد العامة بدعم من بعض الفقهاء، فطوروا مفهوما للقرب في موضوع الحج، إذ اعتبروا زيارة أضرحة بعض الأولياء (وفق بعض الشروط) بمثابة «حج للمساكين»، أي تعويضا للغالبية العظمى التي لا تستطيع إلى حج بيت الله بمكة سبيلا. وللتوضيح، نشير بأن بعض الأولياء قد بلغوا في معتقد المغاربة درجة الأنبياء، إلى درجة أن زيارة أضرحتهم خلال أوقات من السنة كانت تعادل حج المسلم إلى البيت الحرام بمكة. لكن تمييزاً لهذا الحج المحلي عن الحج إلى مكة، أطلقت عليه العامة اسم «حج المسكين»، أو «حج المساكين»، أو «الحج الصغير»، أو «الحجة»، وغيرها من الأسماء. «الحج الصغير» ويسمى هذا الحج المحلي في نسخته المغربية، بحسب المناطق «الحج الصغير»، لكن لا يسمى من يقوم به حاجا، عكس «الحج الكبير»، الذي هو الحج إلى البيت الحرام. كما يسمى حج المسكين «الطَّوْفَة» [الطواف حول مَعلم مقدس]، أو «الدَّوْر» [الطواف الشعائري حول معالم مقدسة]. وتقضي طقوس «حج المسكين»، القيام بشعائر تشبه تلك التي يقوم بها حجاج البيت الحرام، من طواف حول الضريح وصلاة وابتهالات ودعاء. لكنها لا تتضمن شعيرة الدم (بحسب ما نعلم)، حيث لا تنحر أضاحي خلال فترة «الحج الصغير». على الأقل ليس في الجوار المباشر للضريح. لكن للأسف، لا يملك الباحث اليوم رؤية واضحة عن ماضي هذه الطقوس التي لم تنقرض بعد تماما في المغرب، بسبب انعدام الإشارة إليها في أي من المصادر التي في المتناول. بيد أننا نستطيع أن نفترض دون أن نبتعد كثيرا عن الحقيقة أنه ربما كانت شعيرة الدم جزءا من حج المسكين خلال مراحل تاريخية سابقة. لكن تزامنه، في مرحلة تاريخية لاحقة، مع مناسبة عيد الأضحى كما هو الحال اليوم، أسقطت شعيرة الدم عن طقوس حج المسكين لفائدة بقائها في عيد الأضحى. أحجاج مسكين منقرضة يستغرق حج المسكين في العادة من يوم واحد إلى ثلاثة أيام، فيأخذ في العادة شكل مناسبة دينية-اجتماعية-اقتصادية (مُوسَم)؛إذ يلتئم حول الضريح سوق قروي كبير، يلتقي فيه سكان القرى والقبائل المجاورة، بقصد القيام بفريضة الحج والتجارة والاحتفال. ولعل ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش كان أشهر الأماكن المقدسة التي كان الحجيج يشدون إليها الرحال سنويا، من كل حدب وصوب،وحتى وقت قريب، كان موعد انعقاد «حج المسكين» المشيشي صيف كل عام. وينقل مولييراس في كتابه «المغرب المجهول»، عن جاسوسه المسلم، الأجواء العجيبة التي كانت تعيش على إيقاعها كامل مدن وقرى الشمال الغربي للمغرب، عندما كان موسم التئام «حج المسكين المشيشي» يقترب. فقد كان المكلفون بجمع الأعطيات والذبائح يطوفون بالأزقة والحواري ويستجدون سخاء الناس، ثم تتشكل بعد ذلك قوافل الحجيج من آلاف الناس، الذين يأخذون طريقهم مجتمعين صوب جبل العَلَم، حيث ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش. لقد اختفى حج المسكين المشيشي بشكله القديم اليوم، لكن الموعد الصيفي حول ضريح مولاي عبد السلام ما يزال بؤرة جذب تستقطب الزوار بالآلاف، مثل ما كان عليه الحال بالأمس القريب والبعيد. في حين حافظت مواسم حج أخرى عبر الجهات الأربع للمغرب على استمرارها، بشكل يشبه كثيرا أو قليلا ما كان عليه حالها قديما. ومن أحجاج المسكين الأخرى التي نالت شهرة كبرى في السابق ثم اختفت اليوم، نذكر على الخصوص ذلك الذي كان ينعقد في ضريح الولي سيدي شيكر [على الطريق بين آسفيومراكش]، والذي نسجت حوله أساطير كثيرة، زعم بعضها بأن الله انتقاه ليكون حجا للفقراء والمساكين. ونسج بعضها الآخر أحاديث نبوية تبرر قيامه. فكان الإقبال على حج المسكين الشاكري كبيرا في ما مضى، إلى درجة جعلت السلطات تمنعه. وعلى العكس من أحجاج المسكين تلك التي انقرضت أو توارت خلف أشكال أقل سفورا، يعتبر حج المسكين بسيدي شاشكال الأشهر في السنين الأخيرة، وذلك بسبب التغطية الإعلامية التي رافقته بالتهجم والتقريع.. حج سيدي شاشكال يقع سيدي ششكال [ أو شاشكال] على مسافة 45 كلم شمالي مدينة أسفي، ويتربع على جانب مكشوف من شاطئ البدوزة الشهير، حيث تجتمع في مجاله الطبيعي الصخور العالية، والتيارات البحرية القوية، والرمال الذهبية. فينتصب ضريح سيدي شاشكال، الذي اشتهر بفضل شكله الفريد بين باقي أضرحة المغرب الساحلية، بارزا للعيان من مسافات بعيدة. تعتلي قبته البيضاء المتآكلة من الداخل ظهر نتوء صخري كبير يلطمه موج البحر بلا توقف، بحيث يتحول الضريح وقاعدته الصخرية إلى جزيرة أو يكاد عند أوقات المد البحري الأقصى. وخلال يوم وقوف الحجاج بعرفات (نهار عرفة)، يزور السكان المجاورون الضريحَ من أجل القيام بما يتعارفون عليه فيما بينهم باسم «الطَّوفة»، والتي تعني في عرفهم طقوس «حج المسكين». وهكذا، وبعد أن تتجمع وفود الحجاج الفقراء، تنطلق شعائر الحج المحلي بالطواف سبع مرات حول ضريح سيدي ششكال، والمساكين أثناءها يقلدون في حركتهم حجاج البيت الحرام، وكأنهم يطوفون حول الكعبة المشرفة. وعندما ينهي فقراء سيدي شاشكال أشواط الطواف السبعة، يجتمعون قرب الضريح لتأدية الصلاة جماعة على الرمل على بعد أمتار قليلة من الموج، وبعد أن ينزعوا النعال عن الأقدام. ثم يستقون في أعقاب ذلك من بئر مجاورة تسمى «بئر زمزم» ماء يتبركون به. ويختمون طقوس حج الفقراء الشاشكالي بالصعود فوق صخرة «للاَّ نوارة «، القريبة من ضريح سيدي شكشال، في محاكاة لصعود حجاج البيت الحرام لجبل عرفات. إن الفولكلور المحلي (رغم انقراض أكثره) ما زال يتداول أساطير مرتبطة بالأعلام التاريخيين والفولكلوريين للمنطقة، وضمنها يحفظ لنا نتفا وشذرات أسطورية متفرقة حول سيدي شاشكال ولالة نوارة، وغيرهما من الشخصيات التي تنتمي إلى فولكلور الدين الشعبي. لكن تلك الأجزاء المتبقية والمبتورة من الأساطير لا تشرح (للأسف) بما يكفي من التدقيق جذور ارتباط الفضاء المقدس بمفهوم حج المسكين. ولعلنا نجد في الرواية المرتبطة بحج المسكين الذي يقام في سيدي بوخيار بإقليم الحسيمة بعض عناصر الجواب. حج سيدي بوخيار يعود تنظيم الموسم السنوي للولي سيدي بوخيار الذي يوجد ضريحه بتراب جماعة شقران بإقليم الحسيمة بحسب ما تذهب إليه رواية شفاهية محلية، إلى فتوى كان أصدرها فقيه بعدما اشتكى إليه السكان قديما مشاق ومخاطر السفر إلى الحج. فقد أفتى لهم بجواز أخذ بعضٍ من تراب بيت الله الحرام و جلبه من مكة لذرِّه بالجبل الذي يحتضن ضريح سيدي بوخيار (جبل حمام)، حتى يصبح الحج ثلاث مرات متوالية إلى هذا الضريح القريب معادلاً للحج المكي. من حيث معماره، يمثل الضريح هو نموذج في البساطة الشديدة، بحيث يأخذ شكل بناء قروي مستطيل الأضلاع قريب الشبه ببعض بيوت المنطقة. مشيد بالتراب والحجارة، بلا قبة تعلو سقفه مع زهد في أثاث ومقتنيات الضريح. وفي الحرم المقدس لسيدي بوخيار الممتد من حول الضريح، تلتئم في مثل هذه الأيام من كل عام سوق قروية»يطلق عليها الناس «سوق الصالحين» أو «سوق عرفة». وتشد إليها وفود غفيرة من السكان الرحال خلال فترة انعقادها على مدى الأيام الثلاثة التي تسبق عيد الأضحى. قصد التبرك من خلال «الحج»، وأيضا من أجل تسوق مستلزمات عيد الأضحى. وتتضمن طقوس حج المسكين بسيدي بوخيار القيام بشعائر تشبه كثيرا تلك التي يقوم بها حجاج بيت الله الحرام. لكن الناس متحفظون جدا في الحديث عن طبيعة الطقوس ومعانيها الرمزية والدينية. ويتحدثون بالتالي عن حج المسكين لسيدي بوخيار بصيغة الماضي، الذي مارس طقوسه الآباء والأجداد ثم اختفى. حج سيدي رحال يختلف حج المسكين الممارس في سيدي رحال البودالي، الواقع ضريحه على الطريق الرابطة بين مراكش ودمنات، عن النموذجين السابقين من حيث تزامن انعقاده مع المُوسَم السنوي الذي يقام لهذا الولي. كما يختلف أيضا من حيث طقوسه ومبررات قيامه. ويسمى حج المسكين في سيدي رحال محليا ب(الطَّوْفَة الرَّحَّالية)، ويقام ثلاثة أيام قبل عيد الأضحى (أيام 7 و8 و9 ذي الحجة). وبحسب رواية شفوية، فإن الولي سيدي رحال كان قيد حياته يدرب الناس على مراسم الحج في موقع مرتفع مجاور لضريحه، زعم البعض بأنه كان خلوة يتعبد فيها الولي. ومن هنا انبثق أصل قيام حج المسكين الرحالي. ويسمى المكان الذي ينعقد فيه كل عام (كدية لالة كركابة) وأيضا (كدية العْفُو) و(مجمع الصالحين). وتقضي طقوس الطَّوْفَة الرَّحَّالية أن يحمل الحجاج للضريح أعطيات [فْتوح]، تكون عبارة عن نقود أو سكر أو خبز أو شمع. ثم ينصرفون بعد ذلك للقيام بطقس الجذبة [الرقص الشعائري] رجالا ونساء، طيلة أيام وليالي «الحج». ويمضون الليلة الأخيرة كاملة في الجذب على إيقاع الذكر الرحالي الذي يجري على أنغام الدفوف والمزمار، حتى إذا فرغوا من أداء صلاة صبح يوم التاسع من ذي الحجة في ضريح سيدي رحال، تبعوا مقدم الضريح في مجموعات نحو المكان المسمى كدية العْفُو، وهم يكبرون. وعندما يصعدون الكدية [التلة] يطوفون حول المكان ثلاثة أشواط مبتهلين وضارعين على نحو ما يفعل حجاج البيت الحرام. وفي ختام طقوس «الطَّوْفَة» ينزل الحجاج الرحاليون التلة عابرين مسالك تغطيها أحراش، ويتدحرجون عند المنحدر المسمى (لالة كركابة) كي تتبين لهم حقيقة حالهم: فمن أوقفته لالة كركابة أثناء تدحرجه، فإن عليه ذنوبا كثيرة. وأما من لا ذنب عليه فلا توقف لالة كركابة تدحرجه. هكذا تقول العقائد المحلية. وتعتبر «لالة كَرْكابَة» شخصية غامضة لكنها ذات مكانة هامة ضمن نسق المعتقدات الرحالية، إلى درجة أن شاعرا رحاليا مجهولا أنشد حولها يقول: (لالة كَرْكابَة زارُوها الصَّحَابة). ولعل وراء قوله أصل أسطوري تبدد مع الزمن، بينما بقي حج المسكين الرحالي غير منقطع الالتئام حتى الساعة. دور ركراكة في ربيع كل عام، يجتمع شرفاء رَگْراگَة للقيام ب»دَوْرِهم» حول أضرحة أربعين وليا من أوليائهم، ويسمى هذا الطواف الطقوسي الذي يستغرق في العادة 39 يوما «حج المسكين». ويعتقد كثير ممن يرافقونهم أن القيام بالدَّوْر عددا معينا من المرات، يجعله يعادل الحج مرة واحدة إلى بيت الله الحرام. و»الدَّوْر» في اللغة المغربية العامية للتوضيح، اسم مشتق من فعل دار يدور، فهو يفيد معنى الدوران حول شيء ثابت. أما في قاموس الطوائف والزوايا، فيطلق «الدَّوْر» على الحج الطقوسي الدائري الذي يقوم أتباع زوايا رگراگة ربيع كل عام [بين شهري مارس و أبريل]، ويسمى الدَّوْر أيضا «الحَجَّة». ويتميز كل يوم من أيام الدَّوْر بنصب خيمة الشرفاء بجوار ضريح وليّ من أولياء رگراگة وإقامة مُوسَم من حوله . ويسمى هذا المُوسَم «سوق الباروك». ويختتم الدَّوْر بضريح سيدي علي بن مْعَاشُو في قرية «حَدّ الدّْرَى»، بإسقاط الخيمة المقدسة، التي يقول شرفاء رگراگة إنها تتداعى للسقوط لوحدها دون أن يدفعها إلى ذلك تدخل بشري. ظاهرة في حاجة إلى دراسة إن حج المسكين بأشكاله المتنوعة في المغرب لا يمثل نموذجا فريدا، بل إننا نجد له نظائر مشابهة في بلدان إسلامية أخرى. ونذكر منها على الخصوص الحج السنوي الذي تشد إليه الرحال، منتصف شهر صفر من كل بلدان غرب أفريقيا إلى ضريح الشيخ أحمادو بامبا بمدينة طوبى[أو توبا] السنغالية، التي تعتبر «مكة أفريقيا». ويمتد على مدى ثلاثة أيام، يطوف خلالها «المريدون» حول ضريح الشيخ بامبا، ثم يستقون من بئر تقع قرب مسجد طوبى الأعظم بئر يعتقدون أنها لا تقل قداسة عن بئر زمزم. يقع المسجد/الضريح في مدينة توبا الواقعة شرق العاصمة داكار، حيث يطل مهيبا على زوّاره بمآذنه السبع الشامخة. وفي أرجائه الفسيحة تتعالى أصوات المقرئين، تتلو القرآن 28 مرة في اليوم. وفي ساحته الكبرى، تنتصب أضرحة كل من الشيخ/الولي أحمادو بامبا وأبناؤه. ومؤخرا شهد المسجد/الضريح أشغالا تقدر تكلفتها بعشرة ملايين دولار، وترمي إلى توسيع المسجد، وتغيير رخامه، وكذا بناء مئذنتين جديدتين بشكل يجعله شديد الشبه بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة. وفي كازاخستان تعتبر مدينة تركستان بمثابة «مكة الثانية»، لاحتضانها ضريح الصوفي الشهير أحمد الياساوي الذي يحج إليه المسلمون كثيرا، ويحجون إليه من كل بلدان آسيا الوسطى على مدار السنة. وتشمل شعائر الحج في «مكة آسيا» الطواف حول مسجد تركستان والتبرك بجدرانه من خلال لمسها وتقبيلها. ويستقون من بئر قريبة من المسجد يعتقدون أن ماءها مبارك مثل ماء زمزم، ثم يلجون بعد ذلك المسجد حيث يوجد الضريح فيقومون بالدعاء أمام الصحن المعدني الضخم وسط ساحته. الضريح بني في الأصل كمسجد قبل 600 عام، في المكان نفسه الذي اعتكف فيه الحاج أحمد الياساوي الصوفي والأديب والفيلسوف المشهور، بالصلاة والابتهال الصوفي طيلة حياته. على المستوى الأكاديمي، يعتبر حج المسكين من الظواهر السوسيولوجية في المغرب، التي لم تأخذ بعد حظها المستحق من الدراسة. والغريب أنه حتى السوسيولوجيا الكولونيالية التي أدركت مبكرا ضرورة الإحاطة بظواهر الإسلام الشعبي المغربي ودراستها بعمق قبل أن يطويها مد التغيير الغامر، نجدها لم تنتبه إلى ظاهرة حج المسكين. وبرأي أحد الباحثين في سوسيولوجيا الدين الشعبي، فإن العبرة في أحجاج المسكين هذه أنها إنما تنسخ عن الأصل، الذي هو الحج المكي البعيد، نماذج توفر للفقراء بدائل قريبة وغير مكلفة. إنها صورة من صور التدين الشعبي العفوي والبسيط، التي ما زالت في حاجة إلى دراسات علمية عميقة.