رحل عمدة الدارالبيضاء، محمد ساجد، وترك المدينة غارقة في الاكتظاظ والفوضى في قطاع النقل. رحل الرجل ومازالت أزمة النقل محتدمة وخانقة بالمدينة ومئات بل آلاف البيضاويين يصطفون في طوابير وهم "يستجدون" من يقلهم إلى مقرات عملهم أو إلى منازلهم في رحلات "جحيم" يومي، وليس أمامهم سوى خيارات أحلاها مر.. فإما حافلات النقل العمومي التي تحمل ما لا تطيق هياكلها أو أن بعض سائقيها يرفضون نقلهم بحجة الاكتظاظ أو بحجج أخرى خاصة في ساعات الدروة، أو أن يتوجهوا إلى سيارات الأجرة الكبيرة التي "يتخير" أصحابها الاتجاهات التي يعملون بها بشكل مناف للقانون وفق مصالحهم الشخصية، إذ يفرضون عليهم وجهات معينة ليجدوا أنفسهم مجبرين على امتطاء سيارة نقل ثانية وثالثة بمبالغ إضافية للوصول إلى النقطة الهدف، فيما يظل اختيار الترامواي "حلما لم يتحقق بعد ببعض المناطق"، والذي استطاع نسبيا حل وتخفيف أزمة النقل في بعض المناطق، مثل الحي المحمدي الذي يعرف ضغطا سكانيا كبيرا. بعض الزبناء يكملون رحلاتهم على متن عربات مجرورة التي تكون متوفرة وبتسعيرة منخفضة. ترامواي البيضاء هو جزء فقط لحل معضلة السير والجولان بمدينة تعاني من حدة الاختناقات المرورية٬ ودليل ذلك أن أزمة النقل مازالت قائمة وبحدة كبيرة بالنظر إلى عدد السيارات التي تجول بها يوميا والتي تقدر بمليون سيارة، لأن القطاع، حسب بعض المختصين، في حاجة إلى مشاريع أخرى كبيرة لتسهيل حركة السير بالبيضاء و"عتق" البيضاويين من جحيم معاناة يومية، والاقتداء ببعض التجارب الأجنبية، حيث إن هناك حلولا طبقتها مجموعة من الدول من بينها وضع ممرات خاصة للطاكسيات والحافلات وهي ممرات تضمن وصول الحافلة في وقتها المحدد دون أن يجبر المواطن على الوقوف والانتظار لساعات حافلة قد تأتي وقد لا تأتي وقد تلتزم بالوقوف في المحطة وقد لا تلتزم. المتخصصون أكدوا، أيضا، أن أزمة النقل بالدارالبيضاء تتطلب إعادة هيكلة قطاع سيارات الأجرة والتشجيع على تغيير الأسطول، حيث إنه لحد الآن لم يتفاعل أغلب أصحاب الطاكسيات مع مشروع تجديد الأسطول، علما أنه يخدم مصلحة المواطن لما يضمنه من راحة وكرامة عكس سيارات الأجرة القديمة التي يتكدس فيها الركاب بشكل "مهين"، حسب وصف بعض الزبناء. كما أن تجاوز الأزمة يتطلب إحداث قناطر أخرى خاصة في المناطق الحساسة أو التي تعرف اختناقا في حركة المرور مع ساعات الدروة أو في بعض المناسبات التي تشل فيها بعض المقاطع الطرقية داخل المدينة، مثل منطقة درب عمر وبعض المدارات الطرقية مثل شيميكولور وشارع محمد السادس وغيرها.. فوضى وعشوائية قطاع النقل بالدارالبيضاء مفتوحة على جميع الاختلالات وحيف يومي يتعرض له المواطن دون أدنى انتباه أو اهتمام للجهات المسؤولة، فأن يفرض على الزبون أداء مبلغ يفوق التسعيرة القانونية هو تصرف يفترض أن يقرن بجزاء آني وأن يفتح تحقيق في الموضوع وأن تتدخل كل الجهات المسؤولة بجدية كبيرة وأن تضع إجراءات زجرية تطبق على أرض الواقع وليس مجرد رسوم على الأوراق للتمويه، كما أن بعض السائقين يخرجون عن اللياقة والأخلاق العامة ومنهم من يسحب سيجارته بدون أدنى احترام للزبون وإذا عاتبه الزبون يطالبه بمغادرة السيارة، وقد يصل الأمر إلى شتمه والتنكيل به . هذه هي الصورة التي يوجد عليها بعض السائقين خاصة سيارات الأجرة من الصنف الكبير.