أفاد فاعلون ومتخصصون في القطاع الفلاحي بالمغرب بأن 50 في المائة من الأغذية في المغرب يتم هدرها وتبديدها، إذ إن حجم الخضر والفواكه المفقودة في المراحل الموالية للحصاد يقدر بما بين 20 و40 في المائة. وتعتبر هذه النسبة مرتفعة جدا وتمثل خسارة اقتصادية مهمة سواء للفلاحين أو للاقتصاد الوطني في ما يتعلق بالقيم الغذائية والثقافية، وقيم العمل والخبرات والموارد المستعملة في الإنتاج، وهو ما يجب أن تتم مراعاته، حسب الفاعلين، خاصة أن هناك أزيد من 10 ملايين طفل عبر العالم ينامون وهم جياع كل ليلة، وفي المغرب يوجد ملايين الفقراء الذين لا يجدون قوتهم اليومي. وحسب منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، فإن ما يصل إلى ثلث مجموع الأغذية في العالم أي حوالي 1,3 مليار طن يتم فقده أو تبديده قبل أن يصل إلى المستهلكين، وهو ما يعد حسب المنظمة، فائض أغذية في عصر يعاني فيه نحو مليار شخص من الجوع، وهو يمثل في الوقت ذاته هدرا للشغل والمياه والطاقة والأراضي والمستلزمات الأخرى التي استخدمت لإنتاجه. وفي إطار ترشيد الأغذية، يستعد فاعلون في القطاع الفلاحي ومتخصصون إلى إطلاق حملة وطنية للحد من إهدار الطعام تحت شعار « كفى من إهدار الطعام» ابتداء من فاتح يناير المقبل وتستمر على مدى سنتين. وقال عادل العربي، مدير مجلة المحيط الفلاحي، والمنسق العام للحملة الإعلامية ل»المساء» إن «أهم أهداف المشروع تتجلى في رفع الوعي حول كمية المواد الغذائية التي يتم التخلص منها يوميا، والتحسيس بذلك لدى جميع شرائح المجتمع وكذلك المساعدة على وضع حلول للحد من هدر الغذاء». وأضاف: «الحملة تسعى إلى معالجة جانب مهمّ من الأمن الغذائي في المغرب بسبب الإهمال الكبير لهذا الجانب، وذلك من خلال تحديد التدخلات الممكنة بشأن هدر الأغذية، الأمر الذي قد يكون مفيدا أيضا للبلدان ذات الموارد الغذائية المحدودة». وأضاف أنه يمكن لجميع المواطنين المشاركة بأفكارهم ونصائحهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويتضمن برنامج هذه الحملة حملات إعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي والجرائد الإلكترونية والورقية وتنظيم ندوات للتحسيس بموضوع الهدر الغدائي بتعاون مع المدرسة والجماعات المحلية و الصحة والبيئة وإنشاء تمثيليات بالمجتمع المدني عبر ربوع المملكة وتقديم مشروع كيفية تدبير محلي حول كيفية تدبير النفايات الغذائية وتقديم مشروع وطني لتدبير النفايات الغذائية بعقد حوار وطني بشراكة مع المجتمع المدني والهيئات المختصة وعقد شراكات مع المجتمع المدني الذي له نفس الأهداف و.. وقد أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري، في بلاغ سابق لها، عن إطلاق مشروع إعداد استراتيجيه وطنية ومخطط عمل لتقليص فقد الأغذية وهدرها بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة. وأوضحت الوزارة أن هذا المشروع سيستند إلى نتائج دراسة سيتم إنجازها حول الأغذية المفقودة والمهدورة بالمغرب بالنسبة للقطاعات الغذائية الفرعية المحددة كأولويات من طرف الحكومة في إطار المخطط الأخضر، وتحديد الأسباب الرئيسية لفقد الأغذية وهدرها، وتحليل الإجراءات الكفيلة بتقليص فقد وهدر الأغذية وتقييم جدواها الاقتصادية، ومدى قبولها بالنظر للدينامية المجتمعية ودينامية النوع وأثرها على البيئة. وسيتم استغلال نتائج الدراسة في تطوير رؤية وتوجهات استراتيجية ومخطط عمل لتقليص الأغذية المفقودة والمهدورة إلى النصف في أفق سنة 2024. وطالب الفاعلون الفلاحيون الجهات المسؤولة بمساعدتهم ودعمهم في هذه الحملة التي لها أهداف أخلاقية وتدبيرية ومجتمعية وقيمية..