أصدرت النيابة العامة بطنجة قرارا بمنع مستشارين جماعيين، كانا يشغلان منصب رئيس مقاطعة ونائب عمدة، خلال الولاية الجماعية السابقة، من السفر، حسب ما أكده مصدر قضائي، لتورطهما المحتمل في قضايا فساد عقاري، في الوقت الذي نفى فيه أحد المعنيين توصله بقرار المنع، فيما فضل الآخر إقفال هاتفه. وحسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء»، فإن الوكيل العام للملك باستئنافية طنجة، أصدر قرارا بإقفال الحدود في وجه رئيس مقاطعة بني مكادة المنتهية ولايته، محمد الحمامي، وكذا محمد غيلان الغزواني، النائب السادس لعمدة طنجة السابق، واللذان حصلا مؤخرا على مقعد جماعي عبر لائحة الأصالة والمعاصرة ببني مكادة، حيث كان الأول وكيلا للائحة والثاني وصيفا له. وجاء قرار الوكيل العام للملك، حسب المصدر ذاته، مباشرة بعد فقدان الحمامي وغيلان لمنصبيهما في مقاطعة طنجةالمدينة وأيضا في الجماعة الحضرية لطنجة، إذ إن حزبهما سينتقل للمعارضة بعد حصول العدالة والتنمية على الأغلبية المطلقة، واستندت النيابة العامة في قرارها على معلومات حول عمليات تجزيء سري ونصب عقاري كبيرة في أماكن نائية ببني مكادة. وأورد مصدر «المساء» أن النيابة العامة فتحت تحقيقا في تعرض مجموعة من المواطنين بأحياء بني سعيد وأشناد والمرس والحرارين، لعمليات نصب بهدف السطو على أراضيهم العارية، حيث يتم وضع جرار فوقها وعليه العلم المغربي، ويقنع أشخاص يدعون أنهم «مقربون من السلطة» ضحاياهم بأن أراضيهم نزعت ملكيتها ليمر منها طريق عام أو لتقام عليها مساحة خضراء. ويتوجه الضحايا إلى رئيس المقاطعة للاستفسار، فيكون الجواب، حسب مصدر «المساء»، هو أن رخص البناء يمنع تسليمها لصاحب الوعاء العقاري المذكور، نظرا لانتقال ملكيته للدولة، ليدخل على الخط «سمسار» يقنع صاحب الأرض بأن يبيعها عنه بمبلغ أقل بكثير من سعرها الحقيقي، قبل أن تنتقل ملكيتها لغيلان الغزواني، الذي يقوم بتجزيئها سريا وبيعها، حسب المصدر القضائي ذاته. واتصلت «المساء» بمحمد الحمامي، الرئيس السابق لمقاطعة بني مكادة، الذي نفى علمه بأي قرار حول منعه من السفر، مؤكدا براءته من أي تهمة مرتبطة بالتجزيء السري والنصب العقاري، مضيفا أن عمليات النصب التي يتعرض لها المواطنون بمقاطعة بني مكادة لا يد له فيها، وأن القضاء وحده كفيل بحلها. واتصلت «المساء» أيضا عدة مرات بنائب العمدة السابق، غيلان الغزواني، لكن صحفي الجريدة كان يتلقى إشارة مفادها أن صاحب الهاتف أوقف استقبال المكالمات الواردة، وقد أكد مقربون من الغزواني أن الأخير اختفى بالفعل عن الأنظار منذ أيام بعدما أقفل هاتفه.