حالة غليان تشهدها منطقة سيدي "سليمان مول الكيفان" بإقليم مكناس تزامنا مع مساعي حثيثة تهدف إلى إعطاء الضوء الأخضر لمشروع إنشاء معمل لإنتاج "الزفت"، وهو المشروع الذي أكدت مصادر جمعوية من المنطقة أنه يشكل خطرا على السكان والبيئة بشكل عام، وهو ما يجعله مشروعا مرفوضا من البداية غير أن جهات معينة تسعى جاهدة بكل ثقلها لإنزاله في أقرب الآجال. ووأكدا المصادر ذاتها أكدت أن سكان المنطقة، بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني التي ترفض بشكل قاطع هذا المشروع، سيخوضون وقفات واحتجاجات "غير مسبوقة" دفاعا عن حقهم في بيئة سليمة خالية من أي خطر على الصحة العمومية نظرا للخطورة التي يمكن أن يتسبب فيها هذا المعمل بسبب المواد المستعملة. وأضافت المصادر ذاتها أن مسؤولا نافذا هو من يريد إنشاء هذه الوحدة الصناعية بالجماعة، فيما تتساءل الساكنة المحيطة بالمنطقة الصناعية سيدي سليمان مول الكيفان أحواز مكناس وجمعيات المجتمع المدني عن سر إصرار بعض الدوائر المسؤولة بالمدينة على تمرير مشروع إحداث معمل لإنتاج الزفت بالمنطقة رغم معارضتهم للمشروع وتخوفهم من المضاعفات الصحية المرتبطة بهذا النوع من الأنشطة. واستطردت مصادر "المساء" المطلعة أن هذا المشروع خصص له أكثر من اجتماع للجنة الجهوية التي تناولت الموضوع خلال اجتماعها بتاريخ 19 و27غشت الماضي، كما تمت برمجة زيارة لفائدة اللجنة لإحدى الوحدات "تدعي الجهة المنظمة للزيارة أنها مشابهة للمشروع المنتظر، علما أن الوحدة موضوع الزيارة لا تشبه الوحدة المزمع إنشاؤها سواء من حيث التموضع أو من حيث الحجم والطاقة الانتاجية"، تقول المصادر ذاتها ل"المساء". وقالت إن الدوائر المسؤولة بالمدينة برمجت اجتماعا آخر يوم الأربعاء 2 شتنبر الجاري للبت في تسليم رخصة الاستغلال " لكن سباق الزمن هذا، والإصرار على تمرير الملف في هذه الفترة بالذات، يجد تفسيره في رغبة الواقفين خلفه في إنهاء الصفقة. ويشار إلى أن الجمعية المواطنة للبيئة والتنمية راسلت بهذا الخصوص بعض الجهات المسؤولة في مقدمتها والي جهة مكناس ووزير التجهيز والنقل واللوجسيك ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، مؤكدة أن إعادة برمجة مسطرة الترخيص لوحدة صناعية لمزاولة نشاطها في إنتاج الزفت ومشتقاته بالمنطقة الصناعية سيدي سليمان مول الكيفان بدائرة أحواز مكناس يثير قلق وتخوف الجميع بسبب التأثيرات السلبية المرتقبة لهذا الصنف من المشاريع على البيئة وصحة السكان المجاورين، خاصة أن آلاف السكان يستقرون بالمنطقة التي تضم وحدات صناعية في مجال الصناعات الغذائية والتحويلية والعطرية، كما تضم مؤسسات تعليمية، منها المدرسة الوطنية الفلاحية بمكناس بطلبتها وأساتذتها وأطرها ومستخدميها، والمعهد الجهوي للبحث الزراعي بباحثيه وطاقمه التقني والإداري، والمعهد العالي للتكنولوجيات الغذائية (قيد الانجاز).. وأضافت الجمعية، في مراسلتها التي توصلت "المساء" بنسخة منها، أنه بالنظر الى الطبيعة الخاصة لصناعة الزفت وتأثيراته السلبية المباشرة على الصحة المثبتة عالميا، فإن الوضع البيئي بالمنطقة سيزداد تفاقما، خاصة أن مجموع الساكنة تعيش معاناة يومية جراء تدهور ملحوظ في نوعية الهواء.