استغل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فرصة تواصله، عشية أول أمس، مع الآلاف من أنصار حزبه بالقنيطرة، ليطلق النار من جديد على حزب الأصالة والمعاصرة وقيادييه، وتوجيه سهام نقده إلى باقي الخصوم السياسيين في أكبر تجمع شعبي تعرفه القنيطرة منذ انطلاق الحملة الانتخابية للاستحقاقات الجماعية والجهوية التي جرت يوم أمس. واعتبر بنكيران، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الجرار، لا يملك أي سلطة أو صلاحيات لتدبير شؤون البام، وأنه مجرد «كومبارس» تحركه خيوط هي في أيدي آخرين، وقال مخاطبا إياه بنبرة لا تخلو من تهكم وسخرية : «نْتا ماشي الرئيس الحقيقي ديال الأصالة والمعاصرة..صحيح نْتا صديق ورجل طيب..لكن راه جابوك فقط باش يْخَدمو بيك، أُمن بعد يْلوحوك في الوقت المناسب». واشترط الزعيم الإسلامي، قبل إجراء أي حوار أو نقاش مع الباكوري، اعتراف هذا الأخير للمغاربة بالأخطاء والمخالفات والمصائب والجرائم السياسية التي ارتكبها حزبه في كل من طنجة ووجدة والدار البيضاء، من خلال تكسيره للتحالفات القائمة، وزاد قائلا: «الشعب المغربي أسي الباكوري راه عاق وبغا ولادو الحقيقيين لِماغادينش ياكلو ليه رزقو.. فلا تفاهم مع من أراد السوء للمجتمع». ولم ينس رئيس الحكومة في اختتام الحملة الانتخابية لحزبه بالقنيطرة، توجيه سهام نقده إلى خصمه حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وعدد ما وصفها بالممارسات، التي تؤكد، حسبه، فقدان الزعيم الاستقلالي لعقله، مشيرا في هذا الإطار، إلى قصة برج إيفل الذي أراد شباط تشييده بمدينة فاس، على غرار البرج الموجود بالعاصمة الفرنسية باريس، وأضاف «هذا راه شوهتو شوهة، واش شفتوه ملي جا القنيطرة باش يخطب على الناس، ما حضر ليه حتى واحد، واش غير أجي وخطب على سكان هاذ المدينة». وأضاف بنكيران «صاحبنا شباط.. لُكان نْعاود ليكوم على فْعايلو حتى للصباح مغاديش نسالي، راه ضحكتي علينا الناس أسي شباط، عْطينا التيساع الله يهديك، مالك كالس ففاس حاضيها، واش خايف على البقرة ليكاتحلب»، ووصف عبد الإله بنكيران عمدة فاس الأسبق بأضحوكة الزمان السياسي المغربي الجديد، وهي العبارة التي هيجت الحضور الذي تفاعل معها بالتصفيق وترديد هتافات من قبل »الشعب يريد..التصويت للمصباح«. وتحدث الأمين العام لحزب «المصباح» بسخرية شديدة عن وكيل لائحة حزب الميزان الذي زكاه شباط ليترشح بالقنيطرة، في إشارة إلى محمد تلموست، الرئيس السابق لمجلس عاصمة الغرب، وقال ملهبا حماس أنصاره : «واش معقول يرشح عليكوم واحد مدوز الحبس، ياك كان رئيس وشدوه بسبب الفساد، آش جاي يدير عاوتاني، راه باغي ياكلكوم، بعدما صيفطو شباط وقاليه كول وشرب أُجِيب لي حقي«. وواصل بنكيران هجومه على الخصوم السياسيين لحزبه، ولم ينس أن يعرج في اجتماعه الشعبي الحاشد على التعليق على تراجع ادريس الراضي، نائب الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، عن قرار خوض غمار الانتخابات الجماعية بالقنيطرة، واستهزأ كثيرا من سحب هذا الأخير ترشيحه بهذه المدينة، وقال: »كاع هاذي رجلة فيك باش تترشح فالقنيطرة، القنيطريين واعرين عليك أُمَغاديش يخافو منك، بحال ليكادير لسكان البوادي فالغرب، كاتصاوب ليهوم المونتيفات وكاتفبرك ملفات ضدهوم باش تخوفوهوم«. وبدا المتحدث منتشيا بفوز حزبه في هذه الانتخابات قبل الأوان، ورجح أن يحقق العدالة والتنمية نصرا كبيرا بالنظر إلى التجاوب الكبير الذي لاقته تجمعات حزبه بالعديد من مدن المملكة، داعيا المغاربة إلى الوقوف في وجه الفساد واختيار المنتخبين النزهاء المعروفين بنظافة اليد وعدم ابتزازهم للدولة، على حد تعبيره.