بعدما كان يُصور من طرف قياديي الحزبين، خلال السنوات الماضية، على أنه «مستحيل»، بات سيناريو التحالف بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة مطروحا بقوة، بعدما استطاع الطرفان حسم تسيير الغرف المهنية بطنجة بشكل جعلهما يتقاسمان منصبي الرئيس والنائب الأول. وبعدما تم تأجيلها سابقا، ل»حاجة الأطراف إلى وقت أطول للتشاور»، جرت أول أمس الاثنين انتخابات غرفتي الصناعة والتجارة والخدمات، والصناعة التقليدية، واللتان أفرزتا صعود رئيسين من الأصالة والمعاصرة ونائبين أولين من العدالة والتنمية بدون منافسة، بعدما كانت انتخابات غرفة الصيد البحري قد أفرزت فوز رئيس من «البيجيدي» وكاتب من»البام». وترشح عمر مورو، الذي ظفرت لائحته المستقلة المدعومة من «البام»، على نحو نصف مقاعد صنف الصناعة، (ترشح) لولاية جديدة منفردا للرئاسة، ليحصل على جميع أصوات الأعضاء المصوتين من أصناف الصناعة والتجارة والخدمات، بما مجموعه 97 صوتا، فيما حصل مصطفى بن عبد الغفور من العدالة والتنمية على مقعد النائب الأول. وتكرر الأمر نفسه في غرفة الصناعة التقليدية، حيث ترشح وكيل لائحة الأصالة والمعاصرة، محمد الحميدي، لولاية جديدة، ليحصل على أصوات 50 عضوا من أصل 56، فيما انتخب ممثل حزب «المصباح» محمد بوحدادة نائبا أولا للرئيس. وكان حزب العدالة والتنمية قد حاز على حصته من ترؤس الغرف المهنية مبكرا، حيث تمت إعادة انتخاب مرشحه يوسف بن جلون على رأس الغرفة المتوسطية للصيد البحري الأسبوع الماضي، إذ ترشح وحيدا وحاز على 33 صوتا من أصل 35، إثر تحالف بين «البيجيدي» واللامنتمين والحركة الشعبية، التي انتخب ممثلها نائبا أولا للرئيس، و»البام» الذي حصل على 3 مقاعد في تشكيلة المكتب من بينها مقعد الكاتب. ويرى مراقبون أن تحالف «البيجيدي» و»البام» قد ينسحب على انتخابات مجلسي المدينة والجهة بطنجة، خاصة في ظل ضعف حزب التجمع الوطني للأحرار الذي فقد أسماء انتخابية وازنة، والتي اختارت الترشح في لوائح «الجرار» أو اللوائح المستقلة. وكان اسمان بارزان من القيادة المحلية للعدالة والتنمية، قد فتحا في وقت سابق باب «النقاش» مع «البام»، قبيل انتخابات الغرف المهنية، أسفر عن تحالف في انتخابات الغرف، وحسب مصادر «المساء»، فإن هذين الاسمين يريدان إبقاء الباب مفتوحا أمام تحالف من هذا النوع بعيد استحقاقات 4 شتنبر، لكنهما يواجهان بمعارضة من قيادات أخرى ترى في التحالف مع «البام» خطا أحمر، إذ لم تنس بعد «انقلاب» 2009.