بني ملال.. اعتقال ثلاثة أشخاص هاجموا رجال الشرطة والحقوا خسائر مادية بسيارات في الشارع العام        إقبال كبير على حملة تجديد البطاقة الوطنية بعدد من الجماعات القروية بإقليم الحسيمة    أخبار الساحة    كرة القدم داخل القاعة.. المنتخب المغربي يحتل المركز ال 7 في تصنيف الاتحاد الدولي    أخطاء كنجهلوها.. ميزات نظام مثبت السرعة (فيديو)    فيديرالية حقوق النساء تقيم المكتسبات الحقوقية للمرأة المغربية في عيدها الوطني    مطار طنجة ابن بطوطة يسجل نموا قويا بنسبة 20 في المائة    الأغلبية الحكومية تقرر ترشيح محمد ولد الرشيد لرئاسة مجلس المستشارين    توقعات احوال الطقس اليوم الجمعة    ارتفاع حصيلة قتلى الحرب في غزة إلى 42126.. ولبنان يطالب بوقف فوري لإطلاق النار    ميزة "مشرف جدا" تتوج أطروحة لنيل الدكتوراة حول "التحكيم البحري" للمحامية سناء الزباخ    طلبة الطب يرفضون عرض الميراوي    مرضى داء السل يشكون انقطاع الدواء وبروفيسور ل" رسالة 24 ": وزارة الصحة تتحمل المسؤولية الكاملة    طنجة في مواجهة تحدي انقطاع أدوية السل وارتفاع الإصابات    فريق التجمع الوطني للأحرار بالمستشارين يعزز صفوفه بأعضاء العدالة الاجتماعية        رسميا.. الدفاع الحسني الجديدي يعلن تعاقده مع زكرياء عبوب كمدرب جديد    تقارير إسبانية.. هل يستبدل المغرب الاتحاد الأوروبي بروسيا بعد قرار محكمة العدل الأوروبية؟    منظمة يابانية مناهضة للأسلحة النووية تفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2024    الدوحة.. دول الخليج تعتمد استراتيجية لمواجهة التحديات الصحية في المنطقة    ارتفاع أسعار الذهب بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية    كتب هان كانغ الفائزة بنوبل الآداب نفدت من مكتبات كوريا الجنوبية    مطالب نقابية بمراجعة شاملة لنظام التقاعد ورفع الحد الأدنى للأجور    عمور: برنامج فرصة" مكن من خلق حوالي 37 ألف منصب شغل    المغاربة يخرجون في أكثر من 5800 مظاهرة و730 مسيرة في عام "طوفان الأقصى"    بشرى لطلبة الناظور والدريوش.. ماستر جديد في القانون الخاص بكلية سلوان    بمشاركة المغرب.. فعاليات النسخة الثالثة ل"مخيم العدالة المناخية" بتنزانيا متواصلة    الحكومة تعتزم تخفيض سعر حوالي 169 دواء    توقف الراهبات عن العمل التطوعي بمستشفى الحسيمة بعد عقود من الخدمة    مشاركة مكثفة في الدوري السنوي للكرة الحديدية بالرشيدية    إعصار ميلتون يتراجع والمعلومات المضللة تثير أزمة سياسية في فلوريدا    هجوم إسرائيلي جديد على قوات اليونيفيل    محادثات تجمع بوتين ونظيره الإيراني    اتحاد طنجة يسقط للمرة الثالثة والزمامرة يواصل تألقه في كأس التميز    تصفيات "كان" 2025: المنتخب المغربي يختتم تحضيراته استعدادا لمواجهة إفريقيا الوسطى    وأْدٌ ضيَّع الورْد !    اندرايف تكشف نتائج حملة مكافحة حوادث الطرق في الدار البيضاء    شرطي بمنطقة أمن الرحمة يستخدم سلاحه الوظيفي لتوقيف شخصين عرضا موظفي الشرطة لتهديد جدي وخطير    بعد اغتيال نصر الله.. إيران تحقق مع قائد للحرس الثوري بتهمة التخابر مع إسرائيل        الحد من ارتفاع أسعار المنتوجات الفلاحية محور لقاء بين أخنوش ومهنيي القطاع    لأول مرة منذ 7 أكتوبر.. الجيش الإسرائيلي يصنف غزة ساحة قتال "ثانوية"    العصبة تكشف عن برنامج الجولة 6 من البطولة الاحترافية    منصة "إبلاغ"… مؤشرات مهمة وتفاعل كبير يعزز الثقة في المؤسسة الأمنية    مدرب انجلترا السابق ساوثغيت يؤكد ابتعاده عن التدريب خلال العام المقبل    الإعصار ميلتون يضرب فلوريدا ويخلف عشرة قتلى على الأقل    الكورية الجنوبية هان كانغ تتوج بجائزة نوبل للآداب    مزاد يبيع سترة مضادة للرصاص بأكثر من مليون دولار    اضطراب ضربات القلب.. تطورات علاجية قائمة على الأدوية والأجهزة الطبية    التهاب الجيوب الأنفية .. الأسباب الرئيسية والحلول المتاحة    "قسمة ونصيب" يراكم الانتقادات والتشكيك في مصداقيته        أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد أسدرم تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«ضغينة» الدكتور البرادعي
نشر في المساء يوم 10 - 12 - 2009

مشكلة الدكتور محمد البرادعي أنه طالب بإصلاح سياسي حقيقي في مصر، وأنه شكك في إمكانية إجراء انتخابات رئاسية نزيهة في ظل الأوضاع الراهنة. إن شئت فقل إن مشكلته أنه أخذ الموضوع على محمل الجد، في حين أن ثمة توافقا ضمنيا على غير ذلك بين المشاركين في اللعبة السياسية، بمقتضاه تقوم في مصر مؤسسات شبيهة بتلك التي تتوفر للدول الديمقراطية، ولكنها ليست مثيلة لها بالضبط، بحيث يُستوفى الشكل وتغيب الوظيفة. والفرق بيننا وبينهم في هذه الحالة هو ذاته الفرق بين النظام الديمقراطي والفيلم الديمقراطي.
البيان الذي أصدره المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، وعرض فيه للمواصفات التي ينبغي أن تتوافر لأي انتخابات رئاسية حقيقية، خيب آمال بعض الذين رحبوا به في البداية. أعني أولئك الذين أرادوا له أن يكون أحد المشاركين في «الفيلم» المراد إنتاجه. ذلك أن المطلوب منافس محترم وقوي، لكي ينهزم أمام مرشح الحزب الوطني، سواء كان الرئيس مبارك أو ابنه. وفي هذه الحالة، ينجح الإخراج في أن يصور الفيلم على نحو أفضل. لكن الرجل، في ما صدر عنه، بدا معتذرا عن التمثيل ورفض أن يستخدم ك«دوبلير» للبطل المنتظر. ليس ذلك فحسب، وإنما كشف أيضا عن العورات التي أريد لها أن تظل مستورة، ونكأ جراحا مسكوتا عنها، أريد للزمن أن يداويها، وأن تظل في طي النسيان طول الوقت، ولذلك استحق الهجوم الذي شنته عليه أبواق موالاة الحكومة والحزب الوطني. وهو هجوم لم ينتقد الأفكار التي طرحها فحسب، ولكنه تحول إلى حملة تجريح لشخصه، اتهمته بكونه رجلا «مستوردا» ومحسوبا على الأمريكيين ومعدوم الخبرة السياسية. وذهبت إلى حد التشكيك في وطنيته، والادعاء بأنه «ما زال يحمل ضغينة لبلاده»، هكذا مرة واحدة (!)
أغلب الأقلام التي هاجمته كان أصحابها ممن احتفوا بالرجل وتباهوا به حين حصل على جائزة نوبل، كما عيرَّ به بعضهم أشقاءنا العرب حتى قال قائلهم ذات مرة: كم واحدا عندكم حصل على جائزة نوبل؟ لكنه بما تكلم استحق الآن أن يدرج اسمه في القوائم السوداء. وهذا التحول من الحفاوة إلى الهجوم ليس مصادفة، ولكنه لم يتم إلا بعد إطلاق الضوء الأخضر، الذي ما إن تلقته الصحف القومية حتى شنت حملتها ضده. وكان ذلك واضحا في تعليقات رؤساء تحرير تلك الصحف. آية ذلك أننا وجدنا أن صحيفة «الأهرام» نشرت ملخصا للبيان الذي أصدره في الطبعة الأولى لعدد الجمعة 4 ديسمبر تحت عنوان يقول: «البرادعي يحدد موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة»، وهو عنوان موضوعي ومهني. لكن حين صدرت الإشارة الخضراء، فإن العنوان تغير في الطبعة الثانية بحيث أصبح سياسيا وهجوميا، فأصبح كالتالى: البرادعي يطالب بانقلاب دستوري لترشيح نفسه للرئاسة!
الملاحظات التي أبداها البرادعي ودعا فيها إلى توفير شروط النزاهة للانتخابات لا تختلف، في جوهرها، كثيرا عن تحفظات رموز الجماعة الوطنية في مصر، إلا أن الحملة المضادة شددت على حكاية الانقلاب الدستوري، وادعت أن الرجل يريد أن يفرض شروطه على المجتمع لكي يترشح للرئاسة، علما بأن الذين عدلوا 34 مادة في الدستور دفعة واحدة، ومرروها على مجلس الشعب في خمس دقائق، هم الذين أحدثوا الانقلاب على الدستور، وعبثوا بالشرعية المنقوصة، التى يستبسلون في الدفاع عنها الآن.
إن أسوأ ما في الحملة الراهنة أنها تقنعنا بأنه في ظل الوضع القائم لا أمل فى أي إصلاح سياسي، وأن من يريد أن يشارك في العملية السياسية عليه أن يقبل بالمشاركة في التمثيلية، التي تزوّر العملية الديمقراطية وتفرغها من مضمونها، وهو ما يضعنا أمام مفارقة مثيرة، خلاصتها أن الأصوات الوطنية في مصر تطالب النظام القائم بأن يصحح نفسه بحيث يبادر إلى إجراء الإصلاح، ولكن أبواق النظام ورموزه تصر على إغلاق هذا الباب، على نحو يدفع الجماعة الوطنية إلى عدم التعويل عليه في ذلك. وهو موقف لا يرتب إلا نتيجة واحدة هي أن تراهن تلك الجماعة على بديل آخر قد يرجى منه الخير المنشود، إن الدبة التي قتلت صاحبها باسم الغيرة عليه لم تفعل أكثر من
ذلك!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.