عاد موضوع سقوط خشبة من سقف مجلس المستشارين إلى الواجهة، أثناء انعقاد لجنة المالية، ليلة الثلاثاء، حيث اتهم مستشارون وزارة التجهيز والمقاول والمهندس بالغش في بناء بناية مجلس المستشارين، التي كلفت 24 مليار سنتيم، وذلك طلية عشر سنوات، مؤكدين وقوع مشاكل، حيث إن مراحيض المجلس مخنوقة، والحنفيات معطوبة، والمصعد لا يسير في الاتجاه المطلوب. وقال المستشار علي قيوح، من فريق حزب الاستقلال، مازحا «لا أعرف لماذا «يصر» المصعد على أن أزور الطابق تحت الأرضي، قبل أن أصعد إلى الطابق الثاني لحضور أشغال لجنة نيابية ما»؟ وهو النقد نفسه الذي وجهه المستشار العلمي التازي، والحسين أشغندي، من فريق حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي قال «إنها مهزلة أن يتم صرف تلك الميزانية على بناية اتضح فيها الغش البين». وانتقد المستشار محمد دعيدعة، من فريق نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل، المرتبطة بحزب الاتحاد الاشتراكي، بشدة، الأجوبة التي يصوغها مكتب مجلس المستشارين، مؤكدا أنه تلقى نفس الأجوبة المكررة من قبل المستشار فوزي بن علال، النائب الأول للرئيس، بمبررات واهية، على حد قوله، مشيرا إلى أنه سيخالف مقترح المستشار العلمي التازي من الأحرار، وسيصوت ضد ميزانية مجلس المستشارين، متسائلا عن مصير لجنة العشرين، التي أوكلت إليها مهمة إجراء الافتحاص المالي لمؤسسة مجلس المستشارين، وهي المؤسسة التي اختفت فجأة عن الأنظار، مثلها مثل مكتب تحليل الميزانية الذي كلف 300 ألف درهم، وقام بعمله بشكل جيد، وقدم مشورة للمستشارين في نطاق تحليل الميزانية. وأكد دعيدعة أن البعض يهاب المراقبة، وأن الرقي بمؤسسة البرلمان، كما يطمح إلى ذلك الجميع، لن يتأتى إلا بمنح المثال والقدوة في السلوك والأخلاق، مستغربا ما قيل عن وجود موظفين أشباح، وعن انتشار الزبونية في التوظيفات، واستغلال البعض مكانته لدعم موظف قريب عائليا، وذلك بدون إجراء مباريات، وفق ما نص عليه القانون. وقال دعيدعة «يجب مساءلة ومحاسبة من غش في بناء مجلس المستشارين ويجب فتح تحقيق قضائي». وطالب دعيدعة، مثل باقي المستشارين من مختلف الفرق النيابية، بتطبيق النظام الداخلي حيال المستشارين المتغيبين، لكونهم خانوا الأمانة، وأظهروا المجلس في حالة يرثى لها، حيث لا يظهرون سوى أثناء ارتداء الجلباب في الافتتاح الرسمي للبرلمان، وهي نفس الملاحظة التي سجلها أعضاء لجنة المالية. ومن جهة أخرى، قال المستشار عبد المالك أفرياط، من فريق نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل: «لقد كنت ضمن الوفد البرلماني الذي سافر إلى الديار المقدسة، وبما أن بعض البرلمانيين يعتقدون أنفسهم فوق الجميع، فإنهم من فرط أنانيتهم، خلقوا مشاكل كثيرة، فبعضهم، رفض ركوب الحافلة، لوجود ازدحام، وبعضهم تمنى لو وضعت بين أيديهم هيلكوبتر لنقلهم إلى المكان لرجم الشيطان من السماء بدلا من الأرض»، مؤكدا أنه آن الآوان للاهتمام بالأطر والموظفين ماديا وقانونيا.