نظم أزيد من 400 محام بهيئة المحامين بمكناس، بحر الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية أمام مكتب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية تحت شعار "وقفة الكرامة". وقد تمت الوقفة بتأطير من جمعية المحامين بالمدينة نفسها احتجاجا على الاعتداء الذي تعرض له المحامي محمد أبو الحسن من هيئة المحامين بمكناس أثناء تأدية مهامه من طرف مسؤول بالمحكمة . وتأتي هذه الوقفة لما شكله هذا الاعتداء من مس بكرامة المحامين جميعا، حسب مصادر "المساء" التي اعتبرت أن الاعتداء هو إهانة لبذلة المحامين ومهنتهم. كما اعتبر المحتجون الوقفة دعوة لتكريس سيادة القانون حتى يظل غطاء فوق الجميع وليس على البعض دون الآخر، وكذا لمطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل من أجل تحريك مسطرة المتابعة القانونية في مواجهة المسؤول المعني. كما طالبوا مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، بفتح تحقيق في واقعة الاعتداء هذه على زميلهم ومحاسبة كل جهة ساهمت من قريب أو بعيد في تكريس هذا الوضع المختل الذي هو مس بكرامة جميع المحامين بدون استثناء. وقد هدد المحامون بالتصعيد من احتجاجاتهم في حال لم تستجب الحكومة وكل الجهات المعنية لمطالبهم. وقد رددوا شعارات عديدة من قبيل "الحذر .. الحذر العدالة في خطر"، "والكرامة خط أحمر و مسها لا يجبر" ، و"الكفاح حنا ناسو والمعتدي افهم راسو" … وتميزت الوقفة الاحتجاجية السلمية للمحامين بإنزال أمني وصف ب"الكثيف" داخل فضاء المحكمة، إذ ظلت بعض العناصر تتابع الوقفة التي استغرقت حوالي 3 ساعات من بعيد. كما تميزت الوقفة بمشاركة محامين من هيئة فاس والذين استجابوا لدعوة جمعية المحامين لهم إلى المشاركة المكثفة في وقفة الكرامة نصرة لبذلتهم ودفاعا عن حرمة وهيبة مهنتهم والتضامن مع محامي هيئة مكناس في شخص المحامي الذي تعرض لما أسموه "الإهانة". وتعود تفاصيل القضية، التي انتفض من أجلها حوالي 400 محام، حينما هاجم مسؤول بالهيئة القضائية بالمحكمة الابتدائية داخل مكتبه المحامي محمد أبو الحسن، ليتم نقله إلى إحدى المصحات بالمدينة. وكان المحامي أحمد أبو الحسن أكد بعد وقوع الحادث، لبعض وسائل الإعلام، أن سبب الاعتداء هو شكاية رفعها المحامي ضد مسؤول بالأكاديمية الجهوية للتعليم بمكناس، يتهم فيها موكله، وهو تلميذ، بتزوير نقطته في الامتحانات، حيث تقرر حفظ الشكاية وأنها ووجهت بكثرة التسويف والمماطلة، ليتطور الأمر بعد الاستفسارات المتتالية عن مصير الشكاية إلى مشادات كلامية قبل أن تتحول إلى اعتداء على المحامي، حسب تصريحاته لوسائل إعلامية.