بعد أن تسبب قبل ثلاثة أشهر في حالة استنفار أمني انتهت باعتقاله في عملية وصفها بلاغ للداخلية ب«المعقدة»، سيعانق أكبر خبير لتنظيم القاعدة في مجال الانترنت الحرية، بعد توصل القضاء بنتائج الخبرة التي خضع لها بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بسلا. سعيد التسولي، المرحل من بريطانيا، والذي اشتهر لدى أجهزة مخابرات عالمية بالعميل «007»، مثل أول أمس أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط الذي قرر وضعه تحت المراقبة القضائية، مع إغلاق الحدود في وجهه، بعد اعتقاله في وقت سابق إثر استنفار، وتدخل أمني، دام أزيد من ست ساعات، بعد قيامه بإضرام النار في منزل أسرته بحي اكدال وسط العاصمة، وصعوده إلى شرفة شقة جيرانهم مستغلا غيابهم ليهدد بالانتحار. وتم إيداع التسولي (33سنة)، الذي أرهق المخابرات البريطانية والأمريكية وتطلب اعتقاله عامين من الملاحقة والتعقب، في مستشفى للصحة النفسية والعقلية، بعد أن تأكد وقتا قصيرا بعد توقيفه، أنه يقوم بتصرفات غير طبيعية، ليخضع لفحوصات لكشف الخلل الذي يعاني منه، والذي ظهرت أعراضه الأولى في بريطانيا التي رحل منها إلى المغرب بعد قضائه عقوبة حبسية مدتها 10 سنوات على خلفية تهم لها صلة بالإرهاب. وعقب ترحيل التسولي، اتصل وزير الداخلية المغربي بنظيره البريطاني وعبر له عن استياء السلطات المغربية من عدم قيام السلطات البريطانية بالإشعار ب»مدى خطورته، وإصرارها على أن يبقى طليقا، مهددا بذلك حياة الأشخاص» قبل أن تفرض نتائج الخبرة اعتماد نفس الإجراء. وكان اسم التسولي، الذي نشأ وسط عائلة ميسورة، قد قفز إلى الواجهة كأحد أبرز الخبراء الجهاديين في مجال الأنترنت والقرصنة، واشتهر بإنشاء مواقع تتيح للمتطرفين التصفح دون ترك آثار قد تمكن المحققين من تعقب آليات التمويل، والتجنيد، والتدريب، وباقي التكتيكات المعتمدة من قبل التنظيمات الإرهابية. ودرس التسولي بإحدى أرقى المؤسسات التعليمية في الرباط قبل أن يحل بلندن رفقة والده، الذي كان يعمل إطارا كبيرا في الدولة سنة 2001، بعد مدة قصيرة قضاها بالولايات المتحدةالأمريكية، وهناك درس تقنيات المعلوميات ما جعله العميل المعلوماتي الأول لتنظيم القاعدة في بريطانيا. وحسب المعطيات التي أعقبت اعتقاله ببريطانيا، فإن هذا الأخير كان وراء تأسيس موقع الإنصات، الذي كان عبارة عن علبة سوداء يتواصل من خلالها آلاف الجهاديين، وهو الموقع الذي خلق متاعب كبيرة للاستخبارات البريطانية، قبل أن تتمكن من وضع يدها على مؤسسه، وتدينه بعشر سنوات سجنا.