كشف عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية ورئيس الحكومة، عن مشاهد مؤثرة ومبكية عاشها أبناؤه وأقرباؤه وأزواج بناته، مضيفا أن مسؤوليته ورئاسته الحكومة لم تشفع لهم في شيء. وقال بنكيران، خلال لقاء تواصلي على هامش الملتقى الوطني الحادي عشر لشبيبة العدالة والتنمية، الذي نظم بمدينة مراكش صباح أول أمس الاثنين، إن ابنته الحامل، التي كان زوجها يبيت في أحد المساجد بألمانيا، بسبب عدم توفره على شغل، تقوم بالترفيه عن بعض الأطفال، نهاية كل أسبوع، من أجل توفير دخل مالي يوفر لها مسكنا مستقلا. وأضاف أن ابنته درست في دار الحديث الحسنية، وبعدها في كلية الحقوق، وحصلت على شهادتي «الماستر» في التخصصين، قبل أن يقرر زوجها السفر إلى ألمانيا للعمل و»أنا رئيس للحكومة». وأوضح بنكيران أن زوج ابنته «كان يجد مرة عملا، ومرة لا يجده، ونسيبو هو رئيس الحكومة»، مشيرا إلى أن زوج ابنته عاد إلى المغرب لإيجاد وظيفة، لكنه اليوم يعمل في شركة بأجرة متوسطة، و»يقيم في منزلي». دموع بعض نشطاء العدالة والتنمية ستنهمر مباشرة عندما قال بنكيران إن «ابنتي باش ديباني على راسها، وهي حامل، في شهورها الأخيرة، تزاول عملا ترعى فيه بعض الأطفال وترفه عنهم، باش تصور طرف ديال الخبز». وردا على سؤال لبعض شباب العدالة والتنمية بخصوص «استفادة» ابنه من منحة دراسية، قال بنكيران إن «رضوان درس في التعليم المغربي، وهو الوحيد الذي درس المرحلة الثانوية في التعليم الخاص، لأنه كان عندي شوية ديال الفلوس، وأمه أصرت على أن يدرس في مدرسة بلبشير، قبل أن يلتحق بالأقسام التحضيرية في ثانوية ديكارت، وبعد أن قضى سنتين، قرر السفر لأوروبا للدراسة، بالرغم من أن مدير المعهد العالي للتجارة والإدارة والمقاولات اتصل بي، وأخبرني أن ابني احتل الرتبة الأولى، لكن رضوان أصر على السفر إلى فرنسا». قبل أن يضيف مخاطبا الحاضرين: «باش غادي نقريه؟ ما عنديش». وكشف بنكيران أن زوجته، تتقاسم أرضا مع ابن شقيقه ، فقرر هذا الأخير أداء مصاريف الدراسة سنة 2011، على أساس اقتطاعها من مبيعات الأرض، وقد حصل نجل بنكيران على منحة الاستحقاق، التي تمنحها الدولة، وأتم دراسته، وبعد ذلك عاد إلى المغرب، وشرع يبحث عن عمل، قبل أن يتمكن من الاشتغال في مكتب دراسات. وختم بنكيران كلامه «هل لأنه نجل بنكيران ما خاصوش يقرا». وبخصوص ابنه أسامة الذي درس الإعدادي في التعليم العمومي، وولج المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، قال بنكيران إنه قبل تدخل له مرة واحدة في حياته، لكن قبل أن يكون رئيسا للحكومة «من أجل الحصول على مكان في الحي الجامعي بمدينة سطات. وبعد إنهاء الدراسة في المعهد العالي للتجارة والإدارة والمقاولات، اشتغل في وظيفة لم ترقه نظرا لقدراته فغادرها وحصل على تدريب، والآن هو محاسب، ومتزوج وله أبناء». أما ابنته الثانية فقال بنكيران إنها حصلت على شهادة الباكلوريا، وتزوجها أحد الإخوان، الذي سافر رفقتها إلى كندا، حيث أتما دراستهما، و»ساعدتها مرة واحدة بمبلغ 8 آلاف درهم، حصلت عليه بعد مشاركتي في برنامج بإيطاليا». وأضاف أن ابنته بعد أن أكملت دراستها وأنجبت أطفالا، عادت إلى المغرب، واشتغلت معلمة في التعليم الخاص بمبلغ 4 آلاف درهم. وحكى بنكبران أن تلميذة سألت انته يوما عما إن كان والدها رئيسا للحكومة، وعندما أجابتها بنعم، قالت لها لا يمكن أن يكون والدك مسؤولا حكوميا، لأنه لو كان كذلك، لن تستمري في العمل معلمة. وأضاف أن ابنته تلك سجلت في سلك «الماستر»، بعد أن تم رفض معادلة شهادتها، التي جلبتها من الخارج، لتعمل بعد ذلك في التأطير، بأجرة 8 آلاف درهم، وهي الآن تبحث عن عمل آخر. وبعد أن أوضح أن ابنته الثالثة، ساعدها في الدراسة، قبل أن تتزوج وتسافر مع زوجها، الذي يشتغل في شركة للمواصلات بالمملكة العربية السعودية، «مغربة عن أسرتها، وأمها، وأبيها، رئيس الحكومة، وهي الآن ترعى ابنيها، وتقاوم لتعيش»، تحدث بنكيران بحرقة واقتضاب عن ابنته، التي هي من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قال: «لدي ابنة معاقة أحمد الله عليها، ازدادت ليلة وفاة الحسن الثاني، أطلب الله أن لا تتعذب في حياتي ولا مماتي هؤلاء هم أولادي». وحضرت قضية تجميد مهام عبد العزيز أفتاتي، البرلماني المثير للجدل، في اللقاء المفتوح مع بنكيران، حيث أوضح بنكيران أن الدعوة وجهت إلى أفتاتي كي يحضر لقاء الأمانة العامة الذي تم فيه اتخاذ القرار، لكنه لم يحضر، قبل أن يخاطب آلاف الحاضرين قائلا: «هل تظنون أننا ظلمنا أفتاتي؟، مردفا بالقول : «هذا القرار اتخذ بالإجماع، فهل تظنون أن أعضاء الأمانة العامة اتفقوا جميعا على ظلم أفتاتي؟.» وبعد أن خاطب بنكيران شباب حزبه بالقول: «إذا اقتضت مصلحة البلد اتخاذ هذا القرار، ميمكنش نوضو عليه قربالة»، متسائلا: «واش أفتاتي عزيز عليكم أكثر مني». كما أوضح أن ملف أفتاتي معروض على هيئة التحكيم، وأنها هي التي ستقول رأيها فيه، معربا عن تفهمه من عدم اتفاق بعض شباب حزبه مع القرار، وعدم رضاهم، قبل أن يختم كلامه بالقول: «عليكم بالصبر».