هاجم عشرة أشخاص مسلحون بالسيوف والسواطير مرتادي الشريط الساحلي لمدينة الرباط، في عملية سطو خطيرة خلقت الرعب في صفوف عشرات المواطنين، وانتهت بإصابة عدد من الأشخاص بجروح بعد محاولتهم المقاومة. ووجدت أسر، مساء يوم الجمعة الماضي، نفسها محاصرة بالمكان، بعد إنزال سريع قامت به العصابة التي حاولت السطو على ممتلكات أكبر عدد ممكن من رواد الشريط الساحلي المحاذي لحي الغربية. ولم يتردد عدد من أفراد العصابة، في عملية تم الإعداد لها بشكل مسبق، في استعمال أسلحتهم البيضاء بعد أن عمد بعض الضحايا لمقاومتهم، وسط حالة من الذعر والرعب التي دفعت بعض النساء للدخول في موجة صراخ هستيري، في حين فرّ آخرون من المكان، قبل أن يتم إخبار مصالح الأمن حيث حلت عناصر تابعة للدائرة الأمنية الأولى بالمنطقة الأولى. وشهد الشريط الساحلي عملية مطاردة مثيرة بين الأمن والجناة المسلحين قبل أن يتم اعتقال سبعة عناصر، اتضح أن من بينهم تلاميذ وقاصرون، فيما لاذ ثلاثة آخرون بالفرار، قبل أن يتم نقل المواطنين المصابين إلى المستعجلات لتلقي العلاج. ويتزامن هذا الحادث مع موجة إجرام عمت عددا من المدن المغربية مباشرة بعد عيد الفطر بشكل أعاد للواجهة الأجواء التي سبقت حملة محاربة التشرميل التي جاءت بعد تعليمات ملكية، وكان لها مفعول محدود، بعد أن انتهت بعمليات استعراضية واعتقالات بالجملة لم تنجح في تطهير الشوارع والأحياء من الجريمة. وشهدت عدة مدن عشرات العمليات الإجرامية التي تم توثيق بعضها بأشرطة فيديو بثت في مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لتنظيم مسيرات احتجاجية، وتوقيع عرائض للمطالبة بالأمن، وإعادة العمل بشرطة القرب المعروفة ب»كرواتيا». وترافقت هذه المطالب مع مطالب أخرى بإعادة النظر في الأساليب التي تعمل بها مصالح الأمن، خاصة بعد التغيير الذي تم على مستوى هرم المديرية العامة للأمن الوطني مع تعيين عبد اللطيف الحموشي خلفا لبوشعيب ارميل، وسط علامات استفهام حول إستراتيجية العمل التي سيأتي بها هذا التغيير على مستوى الفعالية والأداء واللوجستيك.