مرة أخرى، فوجئ عدد كبير من المغاربة بزيادة ساعة أوتوماتيكيا إلى التوقيت المحلي للمملكة في هواتفهم الذكية ابتداء من الساعة الثانية صباحا من يوم السبت المنصرم، بدل الساعة الثانية صباحا من يوم الأحد، التي سبق أن حددها بلاغ صادر عن وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة كموعد للعودة إلى التوقيت الصيفي. هذا الخطأ، الذي تكرر للمرة الرابعة على التوالي منذ انطلاق العمل بالساعة الإضافية، خلق ارتباكا لدى فئة كبيرة من المغاربة في أول أيام عيد الفطر، حيث ضيع العديدون صلاة العيد، فيما فوت البعض مواعيد الرحلات في القطارات وفي المطارات، ما تسبب في موجة غضب ضد شركات الاتصالات التي لم تكلف نفسها عناء تجاوز تكرر مثل هذه الأخطاء. شركات الاتصالات بررت هذا الخطأ بعذر أقبح من الزلة نفسها، حيث قالت إن التغيير في التوقيت الذي طال بعض الهواتف الذكية، على المستوى الوطني، حصل تلقائيا ولم يكن مبرمجا من لدن الفاعلين في القطاع، موضحين أن سبب زيادة ساعة واحدة إلى توقيت المملكة الموافق للتوقيت العالمي (gmt)، ناتج عن تغيير أوتوماتيكي في هاته الساعة لدى كل الهواتف المرتبطة بالإنترنت، والتي يشغل أًصحابها تقنية التغيير التلقائي قبل يوم واحد من تغيير الوقت الفعلي الذي أعلنه في المغرب. جميعنا يعلم أن هذه الشركات تمتلك «خوادم» مركزية هي التي تتحكم في المعطيات التي يتم تحويلها بشكل أوتوماتيكي عبر الشبكة العنكبوتية نحو هواتف الزبناء. وبالتالي، فإن تكرار مثل هذه الأخطاء، التي تكبد المغاربة خسارة كبيرة، هو في الحقيقة ناتج عن تقاعس تقنيي هذه الشركات في ضبط هذه «الخوادم» المركزية، لأنه، كما هو معلوم، فإن هذه الأخيرة تحول إلى هواتفنا فقط ما تتم برمجته داخلها. فمتى ستوقف شركات الاتصالات أسلوب الضحك على ذقون المغاربة؟ ومتى سيقطع دركي الاتصالات مع سياسة المتفرج الذي لا يحرك ساكنا في أخطاء تراها شركات الاتصالات بسيطة، لكنها في واقع الأمر تقلب حياة المغاربة رأسا على عقب؟.