كشفت منظمة الصحة العالمية أن 18 في المائة من المغاربة البالغين يدخنون يوميا، فيما دعت المنظمة، في تقريرها الصادر أول أمس الثلاثاء، الحكومة إلى الرفع من قيمة الضرائب على السجائر وغيرها من منتجات التبغ لإنقاذ الأرواح وتوفير أموال لخدمات صحية أكثر فعالية. وكشفت المنظمة أن الضرائب على السجائر في المغرب تبلغ 70 في المائة، وهي النسبة التي تعتبر منخفضة في الوقت الذي توصي المنظمة ألا تقل عن 75 في المائة من سعر علبة السجائر. وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، في التقرير ذاته: «زيادة الضرائب على منتجات التبغ هي إحدى الوسائل الأكثر فعالية والعالية المردود لتقليل استهلاك منتجات قاتلة مع الحفاظ أيضا على دخل كبير. وذهب دوجلاس بيتشر، خبير بالمنظمة، إلى أن الضرائب المرتفعة على التبغ أثبتت أنها تقلل الاستهلاك وتساعد الناس في الإقلاع عن التدخين، وأضاف قائلا «الأدلة من دول مثل الصين وفرنسا تظهر أن ارتفاع أسعار منتجات التبغ المرتبط بزيادة الضرائب يؤدي إلى انخفاضات في انتشار التدخين والأضرار المرتبطة بالتبغ. وكشف تقرير المنظمة الخاص بسنة 2015، أن عددا قليلا جدا من الحكومات هي التي تستخدم بشكل كامل ضرائب التبغ لثني الناس عن التدخين أو مساعدتهم على تقليل تلك العادة والإقلاع عنها. ووصفت المنظمة التدخين بأنه وباء، إذ يوجد مليار مدخن حول العالم لكن دولا كثيرة لديها معدلات منخفضة جدا لضريبة التبغ والبعض ليس لديها ضرائب خاصة بالتبغ على الإطلاق. وأورد تقرير المنظمة أن شخصا يموت بمرض مرتبط بالتبغ كل ست ثوان تقريبا أو ما يعادل حوالي 6 ملايين شخص سنويا. ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلي أكثر من 8 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030 ما لم تتخذ إجراءات قوية للسيطرة على ما تسميه المنظمة «وباء التبغ». والتبغ هو أحد عوامل الخطر الأربعة الرئيسية وراء الأمراض التي لا تنتقل بالعدوى وِأغلبها السرطانات وأمراض أوعية القلب والرئتين والسكري. وفي عام 2012 قتلت هذه الأمراض 16 مليون شخص ممن تقل أعمارهم عن 70 عاما وحدثت أكثر من 80 في المائة من تلك الوفيات في الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل. يذكر أن الائتلاف الوطني لمكافحة المخدرات كشف بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين عن وجود 7 ملايين مغربي مدخن، بينهم 500 ألف من الأطفال، في الوقت الذي تشير كل المؤشرات إلى أن عدد المدخنين المغاربة في ازدياد، وهو ما ينعكس سلبا على المغرب، إذ أن كلفة استهلاك السجائر تفوق فاتورة الربح المادي.