- ما حكم تناول بعض النساء حبوب منع الدورة الشهرية حرصا على الصيام طيلة شهر رمضان؟ أولا، يلزم على نساء الأمة أن لا يشعرن بالحرج إن جاءتهن الحيض في رمضان، فتعتبر الواحدة منهن أن أجرها ضاع، في حين أنها إذا رضيت بأمر ربها تكون تلك هي عبادتها لله عز وجل، عبادتها لربها في رضاها بأمره، فالصيام في هذه الفترة غير واجب عليها، بل حرام عليها أن تصوم. ولتعلم أنها تأخذ أجرها كباقي إخوتها الصائمين والصائمات ودعاؤها مستجاب، فلا تحرم المرأة من الثواب عند الله إطلاقا ولا ينقص الحيض من أجرها أبدا، إذ الذي ليس له عذر شرعي الصيام في حقه واجب، والمرأة التي عندها عذر شرعي ممتثلة لأمر الله، ومادامت كذلك، فلها الأجر الكامل عند الله تعالى، شأنها شأن باقي المؤمنين والمؤمنات، وحتى لو كانت حائضا في ليلة القدر فهذا لا ينقص من أجرها. وقد يحصل أنه باستعمال النساء لحبوب منع الحيض، أن يقعن في مشاكل أخرى قد تكون مضاعفاتها صحية فلا داعي لذلك، والمسألة في الصيام كما الحج، فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم حجة في التاريخ، ولما دخلت مكة حاضت فقالت ماذا افعل يا رسول الله، قال لها افعلي كل شيء إلا الطواف، فوقفت في عرفة مع المسلمين ويوم عرفة يوم العتق والمغفرة واستجابة الدعاء، إذن هذا لا علاقة له بالقبول ولا بالدعاء ولا بالمنزلة ولا المغفرة، لذلك على المرأة المسلمة أن تشعر أنها عندما تمتثل لأمر الله الذي قدره عليها تكون هذه هي عبادتها لله. فلا حرج ولا إشكال من تناول هذه الحبوب ما لم يقع خلل في الهرمونات أو أي مشكل، غير أن ما ينبغي على المسلمة أن تعلمه هو أن قيمتها كبيرة عند الله، فوهي حائض لها أجرها وثوابها ودعاؤها مستجاب، ومن رحمة الله بإماء الله أن خفف عليهن ورحمهن، فلا داعي أن يشعرن بالنقص أو الذنب ولا يؤخرن العادة الشهرية بالحبوب. فقد ينزل المرض فلا يوفقن لصلاة ولا لصيام، لذا الاختيار الذي اختاره الله هو الأفضل عنده سبحانه، لأنهن مأجورات وقد يكن في أعلى المنازل عند الله وهن لا يدركن ذلك. – امرأة تشتكي من فتور همتها وقت الحيض في رمضان، ما السبيل إلى تجاوز الأمر والحصول على الثواب؟ الحمد لله المرأة المسلمة لسانها رطب بذكر الله، تستغفر الله وتسبح الله بالمئات والآلاف، بل وهي تشتغل في المطبخ وتهيئ طعامها ومأجورة على الجهد والتعب، فتسبح لله وتستغفر لله وتصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وتذكر الله، وتقرأ وترتل مما تحفظ من القرآن من سور وآيات دون الحاجة إلى المصحف، لا حرج في ذلك، فهي مأجورة في جميع الأحوال، وتلك إنما هي فترة استراحة عن حمل المصحف على هيئة معينة، كما يمكنها أن تكمل قراءة وردها في الأنترنيت أو الهاتف المحمول عادي لا إشكال في ذلك والحمد لله. – هل تأخير غسل الحائض والجنب والنفساء إلى ما بعد الظهر يفسد الصوم؟. لا أبدا، الغسل من الجنابة والحيض والنفاس لا علاقة له بالزوال ولا بالمغرب وأمر الغسل من الجنابة حسب الحال، فإذا نام مثلا الإنسان بعد صلاة الصبح وهو صائم واحتلم وأصبح جنبا، الغسل هنا للصلاة ولا علاقة له بالصيام لأن صيامه صحيح والغسل يلزم من باب أداء صلاة الظهر، لكن من جامع أهله بالليل أو كان جنبا من الليل سواء في أيام الصيام أو غير الصيام، فلا بد له أن يغتسل لصلاة الصبح وإذا تعذر عليه الاغتسال إما لمرض أو كانت عنده عملية.. ولا يمكنه استعمال الماء فيتيمم لصلاة الصبح حتى يرتفع المانع إن شاء الله تعالى، أما أن يؤخر غسل الجنابة إلى ما بعد الظهر فممكن، مثلا بالنسبة للمرأة التي انقطعت دم الحيض عنها في ليلة ما وفي الصباح أصبحت طاهرة تركت فترة للتريث، إلى ما بعد الظهر حتى تتيقن أنها طاهر، فلا حرج في ذلك.