خلق حادث فرار نزيل من المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بسلا بعد ترحيله في وقت سابق من «بويا عمر» حالة من الاستنفار أول أمس، استدعت إشعار السلطات المحلية والأمن لمباشرة عملية البحث/ بعد أن اتضح أن الأمر يتعلق بمدمن للمخدرات لا يمكن توقع تصرفاته. وكشف مصدر مطلع أن الحادث تسبب في حالة ارتباك في سير المستشفى السيئ السمعة بالمدينة، ما فرض تعزيز المراقبة على الدفعة الأولى التي تم استقبالها من نزلاء «بويا عمر» والبالغ عددهم 14 نزيلا، تم إفراغ جناحين تابعين لعدد من التخصصات الطبية من أجل إيوائهم، مع تكليف عون حراسة بمراقبتهم، بعد أن عمدت الوزارة في خطوة غريبة إلى توزيعهم على المستشفيات العمومية ليختلطوا بالمرضى الطبيعيين لعدم وجود مكان بديل لإيوائهم في ظل ضعف الطاقة الاستيعابية لمراكز الصحة النفسية والعقلية. وحذرت مصادر طبية من أجواء الاحتقان التي بدأت تسود في أوساط العاملين بالمستشفى، والذي سيتحول إلى ملحقة تابعة ل»بويا عمر» حسب المصادر ذاتها، بحكم أن العدد الإجمالي الذي سيتم استقباله بناء على تعليمات الوزارة سيصل إلى 80 نزيلا، سيحتلون نصف الطاقة الاستيعابية للمستشفى البالغة 169 سريرا يفترض تغطيتها لجميع التخصصات في مدينة يفوق عدد سكانها مليون نسمة. ووصفت المصادر ذاتها هذا الأمر بالكارثة غير المسبوقة، بحكم أن إيداع نزلاء «بويا عمر» في المستشفيات العمومية سيكون على حساب مئات المواطنين المصابين بأمراض مختلفة، والذين سيتعذر عليهم الحصول على أسرة شاغرة، أمام تدفق المزيد من المصابين بأمراض نفسية وعقلية وتوطينهم بالمستشفيات العمومية. وأوضحت المصادر ذاتها أن فرار النزيل مجرد حالة ضمن سلسة من الحوادث الخطيرة التي أصبح يعيشها عدد من المستشفيات العمومية بالمغرب، بعد عملية «الكرامة» التي قادتها وزارة الصحة بإخلاء «بويا عمر»، دون إيجاد بديل لاستقبال نزلائه. وقالت المصادر ذاتها إن أحد المختلين من مرحلي «بويا عمر» كاد أن يقتل مريضا خضع لتوه لعملية جراحية، فيما خلق مهووس جنسي حالة رعب حقيقي بعد مطاردته للممرضات وزوار أحد المستشفيات من النساء، وتقبيلهن بالقوة، ولمسهن في أماكن حساسة، كما سجلت محاولات لإضرام النار والفرار، علما أن قائمة المرحلين تضم عددا من مدمني المخدرات بشتى أنواعها، ومصابين بأمراض عقلية ونفسية كالفصام والدهان والهستيريا وغيرها. وبعيدا عن اللغط السياسي الذي أثارته عملية الكرامة قالت المصادر ذاتها إن النوايا الحسنة قد تتحول لكارثة في حال عدم ترجمتها للواقع بشكل سليم، محذرة من أن الأوضاع بعدد من المستشفيات العمومية التي أجبرت على استقبال نزلاء «بويا عمر»، وصلت إلى المستوى الأحمر، علما أن إيداع هؤلاء يتم في ظروف أشبه بالاحتجاز، حيث يتم إغلاق الأبواب عليهم بالمفتاح والاكتفاء بمنحهم التغذية، بالنظر إلى عدم توفر الكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة لرعايتهم. وعلمت «المساء» أن مستشفى مولاي عبد الله بسلا استقبل 14 نزيلا تم ترحيلهم من «بويا عمر»، فيما وصل العدد إلى 18نزيلا بمستشفى وجدة، و22 بأسفي، و7 بأزيلال، و43 ببرشيد، و16 بفاس، و17 بورزازات و8 بالحسيمة، و16 بشفشاون، و17 بسوق الأربعاء، وهو ما سيجعل هذه المستشفيات مهددة في كل لحظة بوقوع كارثة قد يكون بطلها أحد النزلاء السابقين في «بويا عمر».