وصل الصراع بين المرشدين السياحيين إلى مخافر الشرطة بمراكش، حيث اقتيد مرشدون سياحيون قبل أيام قليلة إلى مقر الشرطة السياحية، بعد أن اعتدى أحد هؤلاء المرشدين على آخر أصابه بجروح في العنق، مما أدى إلى تدخل رجال الأمن. وأوضحت مصادر من عين المكان في اتصال مع «المساء» أن هؤلاء المرشدين معترف بهم من قبل وزارة السياحة، وأنهم توجهوا صوب أحد الفنادق السياحية المحتكرة من قبل بعض الوسطاء السياحيين الممولين لبعض أصحاب «البزارات»، التي أضحت تتحكم في عمل ومصير أزيد من 150 مرشدا سياحيا. وأضافت المصادر ذاتها أنه بعدما لم تنفع جلساتهم مع بعض المسؤولين عن القطاع حول تقنين هذا القطاع، وتعيين خريجي هذا المجال في عدد من الفنادق دون تحديد تصنيفها، وبعد أن تيقنوا أن التعيين أصبح بيد بعض الوسطاء توجه العشرات من المرشدين السياحيين ذوي الكفاءات العليا، بينهم شباب درسوا وعاشوا في كل من ألمانيا وكندا وفرنسا، صوب فندق حدائق الكتبية، من أجل القيام بإرشاد بعض الأماكن السياحية و الأثرية التي تزخر بها مدينة مراكش، ليفاجؤوا باعتراض بعض الوسطاء السياحيين «فوكيد» لسبيلهم تحت حماية مسؤولين بالفندق السياحي المذكور، حسب ما أكده مصطفى الذهبي، أحد المتضررين والمحتجين من هذا السلوك في اتصال مع «المساء». قوبل المرشدون السياحيون بالسب والشتم من قبل الوسطاء الذين هددوا بعضهم بالتصفية الجسدية إن لم ينسحبوا من المكان، حسب ما أفاد بعض المتضررين في اتصال مع «المساء»، ليدخلوا في مناوشات كلامية تحولت إلى تشابك بالأيدي، أدى إلى تدخل رجال الأمن. وقد وقف المرشدون في لقاء مع بعض المسؤولين الأمنيين على الفوضى التي أضحت تعيشها مهنة الإرشاد السياحي بالمدينة الحمراء في غياب إطار قانوني ينظم المهنة السياحية. وبعد التحقيق مع المرشدين السياحيين تم إطلاق سراحهم. وعلمت «المساء» من مصادر جيدة الاطلاع أن المئات من المرشدين السياحيين قرروا اللجوء إلى محاكم مراكش للطعن في عدد من الخروقات الإدارية التي تشوب تحركات جهات تنتمي للقطاع بشكل «غير قانوني».