لم تستبعد مصادر مطلعة إمكانية مقاضاة المغرب من جديد لعيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» لدى محكمة التحكيم الرياضية الدولية «طاس»، التي يوجد مقرها بلوزان السويسرية. وكشفت المصادر نفسها أن المغرب قد يطرق أبواب «الطاس» من جديد على خلفية بيع حياتو لحقوق النقل التلفزيوني التي تملكها «الكاف» لمجموعة «سبور فايف» الفرنسية مقابل مبلغ يصل إلى مليار دولار لمدة تصل إلى 12 سنة، تبدأ في 2017 ولا تنتهي إلا سنة 2028، وتشمل تسويق نهائيات كأس إفريقيا للأمم سنوات 2017 بالغابون و2019 بالكامرون، و2021 بالكوت ديفوار، و2023 بغينيا، ومراحلها التمهيدية، وكأس إفريقيا للمحليين وتصفياتها، ومباريات عصبة الأبطال وكأس «الكاف»، وكأس السوبر، وبطولتي إفريقيا لأقل من 20 و23 عاما. ويعترض المغرب على توقيع هذا العقد الذي يحرم مواطنيه من متابعة منتخباته الوطنية، إذ يعكف على إعداد ملف وصفته مصادرنا ب»القوي»، خصوصا أنه لم يوقع على العقد الذي يمنح ل»الكاف» تفويضا لبيع حقوق النقل التلفزيوني بشكل جماعي، إذ رفض ذلك بشكل قاطع بزيوريخ على هامش اجتماعات «الكاف» وعاود تجديد التأكيد على موقفه برغم أن الاتحاد الإفريقي عاود مراسلة الجامعة الملكية المغربية أكثر من مرة بخصوص هذا الموضوع. وإضافة إلى المغرب فإن اتحادي جنوب إفريقيا والجزائر رفضا بدورهما التوقيع على هذا العقد، في الوقت الذي وقع عليه اتحادي تونس ومصر رغم أنهما كانا رفضا الأمر في البداية. ويمنح هذا العقد ل»الكاف» الحق في بيع حقوق النقل التلفزيوني وتسويقها، بما في ذلك المباريات التي تلعب داخل الميدان، والتي كان التلفزيون المغربي يحصل على حقوق نقلها الأرضي بشكل مباشر، أما المقابل فهو تعويض مادي قالت مصادرنا إنه غير ذي قيمة، لكنه سيجد نفسه في المقابل مطالبا باقتناء حقوق نقل مباريات بلاده إما من مجموعة «سبور فايف» أو قناة «بيين سبور» القطرية التي تقتني الحقوق عادة من المجموعة الفرنسية. المصادر التي تحدثت إلى «المساء» أشارت إلى أن «الكاف» يوجد في موقف حرج، خصوصا بعد أن باع الحقوق دون الحصول على توقيعات اتحادات المغرب والجزائر وجنوب إفريقيا. وكان حياتو سارع إلى تجديد العقد الذي يربط «الكاف» بمجموعة «سبور فايف» رغم أنه مازال ساري المفعول، وذلك تزامنا مع الفضائح التي تفجرت بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وطالته شخصيا، وهو ما رأى فيه مراقبون أنه خطوة أراد من خلالها حياتو تفادي أي طارئ يمكن أن يقع سواء من خلال التحقيقات في ملفات الفساد ب»الفيفا» التي قد تطيح به، أو في مؤتمر «الكاف» 2017 بالغابون الذي يراهن عليه حياتو للحصول على ولاية جديدة على رأس الاتحاد الإفريقي. وكان المغرب قد وجه صفعة قوية لحياتو عندما ألغت «الطاس» العقوبات الثقيلة التي كان فرضها على المغرب بعد طلبه تأجيل تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015 بسبب تفشي وباء إيبولا في غرب القارة الإفريقية، إذ ألغت قرار منع المنتخب الأول من المشاركة في كأس إفريقيا لأربع سنوات.