حذرت جمعيات المجتمع المدني بتافروات، التابعة لإقليم تزنيت، من الخطر المحدق بأشجار الأركان في الآونة الأخيرة، إذ أكدت أنها تعرف تدهورا ملحوظا ينذر بانقراضها مستقبلا، بسبب التغيرات المناخية والرعي الجائر والتوافد الكبير للرحل واستقرارهم بمناطق الأركان، وقيامهم باستغلال الأركان بشكل مفرط كحال الرحل بمنطقة "إليغ" ، الشيء الذي، تضيف الجمعيات، أضر بالسكان الذين يعتبر الأركان موردهم الاقتصادي الرئيسي والمادة الخام التي تعول عليها معظم التعاونيات التي تضم في غالبها نساء يعلن عائلات من مداخيل الأركان. ونبهت الجمعيات إلى أن تدهور الموروث الطبيعي بتافروات لا يتعلق فقط بشجر الأركان بل يهم أشجار النخيل واللوز والزيتون بالإضافة إلى أشجار الخروب والصبار والأعشاب الطبية والعطرية التي لوحظ في السنوات الأخيرة أن إنتاجها تراجع بسبب نفس المشاكل المطروحة. وطالبت الجمعيات، في تقرير أعدته حول الإكراهات التي تواجه مجال الأركان واللوز، بدواوير (أداي، إغير نتاركانت، أفلاواداي، تازكا، إليك، دوتلزوغت و بوتابي) بتافروات بضرورة القيام بدوريات لمراقبة المجال الأخضر بمعية السلطات العمومية، مع التصدي لكل الممارسات التي تمس بالمجال الأخضر والبيئة من توافد للرحل والرعي الجائر ونهب ممتلكات السكان من الأركان واللوز… وبرفع الضرر عن ممتلكات السكان بإخلاء الرحل للمناطق التي يوجدون فيها وخاصة منطقة إليغ ومنطقة أفرا بدوتلزوغت. وشرحت الجمعيات ذاتها في تقريرها كيف أن مأسسة النظام التقليدي المعروف ب"أسقول" و"أضافن وإنفكورن" كفيل بالحفاظ على هذا الموروث الإنساني والطبيعي، وذلك من خلال إعداد نظام داخلي يتكفل بما هو منهجي، مسطري وزجري في حق هذا الموروث. وتعتزم الجمعيات رفع تقريرها للجهات المعنية، وهي على التوالي المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة الداخلية، قصد إطلاعها على حقيقة الأوضاع بالمناطق المتضررة، وللمطالبة بتأسيس تنسيقية تضم مختلف الجمعيات التي تعنى بالحفاظ على البيئة بصفة عامة وخاصة ما يتعلق بتنظيم مجال الأركان واللوز والنخيل وتعيين مراقبين من طرف الجمعيات المشكلة للسهر على مراقبة عملية جني الأركان واللوز وتحديد غرامات وذعائر ومتابعة المخالفين للقانون الداخلي. يشار إلى أن جمعية أداي تافراوت وبتنسيق مع مكونات المجتمع المدني بدوار تازكا، كانت قد اجتمعت قبل أيام، مع الدواوير المتضررة، حيث عرف اللقاء مشاركة كبيرة للنساء بالإضافة إلى السلطات المحلي وممثلي المنتخبين.