في ثالث حادث من نوعه، بعد فاجعة طانطان التي أودت بحياة 35 قتيلا، نجا أول أمس الثلاثاء 51 راكبا من موت محقق بعد احتراق حافلة لنقل المسافرين كانوا على متنها في رحلة ليلية كان من المقرر أن تربط بين مدينتي الناظوروبني ملال. وأفلت الركاب من الموت بفضل يقظة السائق ومساعده، بعد أن تمكنوا من مغادرة الحافلة بعد اندلاع الحريق الذي أتى عليها بكاملها بمنطقة سيدي عدي التابعة للجماعة القروية سيدي المخفي التي تبعد بحوالي 17 كيلومترا عن مدينة آزرو. وأكد مصدر من الركاب، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أنهم نجوا من موت محقق بعد أن أخبرهم السائق بوجود عطب وقام بفتح الأبواب لهم من أجل النزول، قبل أن تشب النيران في الحافلة التي حولتها إلى حطام من شدة الحريق. وأشار المصدر ذاته إلى أنه لولا تعليمات السائق ومساعده، التي صدرت لهم بمغادرة الحافلة على وجه السرعة لحدثت كارثة كانت ستكون نتائجها أكبر بكثير من فاجعة طانطان، مضيفا أن كثيرا من الركاب كانوا نياما وقت حدوث العطب الذي طرأ في وقت مبكر من صباح أول أمس الثلاثاء. وذكر المصدر ذاته أن الحافلة توقفت عدة مرات بسبب اشتباه السائق في وجود عطب بعد أن انتشرت رائحة غريبة داخل الحافلة، وهو ما دفع السائق إلى التوقف والتأكد من الحالة الميكانيكية للحافلة مخافة وجود تسرب للوقود أو الزيت دون أن يفلح في إيجاد سبب الراحة، ليقرر في الأخير فتح الأبواب وحث الركاب على مغادرتها قبل اشتعال النيران التي حولتها إلى كتلة حطام. وفي سياق متصل، تمكنت عناصر الوقاية المدنية التي حلت بمكان الحادث من السيطرة على الحريق الذي أتى على جميع أجزاء الحافلة، فيما تكلفت السلطات المحلية بتوفير حافلة نقل أخرى لهؤلاء المسافرين لمواصلة رحلتهم إلى مدينة بني ملال التي كانوا يقصدونها. وفتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقا معمقا لمعرفة أسباب الحادث الذي كاد يودي بحياة 51 راكبا كانوا على متن الحافلة.