سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغاربة سينحرون 5.1 ملايين رأس غنم و«الشناقة» يشعلون نار الأثمنة في الأسواق وزير الفلاحة قال إن المصالح المختصة تقوم بحجز الحيوانات التي تتسرب عبر الحدود وتخضعها للفحوصات
سينحر المغاربة، احتفالا بعيد الأضحى المبارك، يومه السبت المقبل، 5.1 ملايين رأس، منها 4.6 ملايين رأس من الأغنام و420 ألف رأس من الماعز، وهو إجمالي الطلب، حسب توقعات وزارة الفلاحة والصيد البحري. وأعرب المواطنون عن امتعاضهم جراء ارتفاع أثمان الأضاحي، نتيجة فشل الحكومة في محاصرة الوسطاء «الشناقة»، خاصة الكبار منهم، إذ يعمد بعضهم إلى شراء الأكباش المحمولة فوق الشاحنات، من عند الكسابة، قبل ولوجها إلى الأسواق الشعبية، فيما يتكفل صغار «الشناقة» بمحاصرة الكسابة داخل الأسواق، ويتم الضغط عليهم من أجل البيع بأقل ثمن، بدعوى أن العرض أكثر من الطلب، ليعيد الشناق بيع الأكباش للمواطنين بثمن مرتفع، وهذا ما جعل المواطنين يرددون مقولة «إذا لم تكن تتوفر أيها المواطن، على الأقل، على ألفي درهم، فلا داعي إلى ولوج السوق»، أو «إذا كان لديك عمل قار، يدر عليك دخلا، فعليك اقتراض مبلغ الكبش من البنك أو مؤسسة الاقتراض، وأداء ما بذمتك، لمدة 6 أشهر، دونما حاجة إلى فتوى المجلس العلمي». وسجل مراقبون وبرلمانيون من الأغلبية الحكومية أن عدم تدخل السلطات لتنظيم الأسواق ساهم، بشكل كبير، في تحكم «الشناقة» في الأسواق، بل وممارسة التحايل والخداع، لإظهار محاسن وقوة الكبش والمساهمة في الرفع من ثمنه، بينها استعمال ما يعرف لدى بعض المواطنين «الحكنة» أي استعمال الماء الممزوج بالملح أو جعل الكبش يتناول الخميرة أو الماء والفول. وفي انتظار حل معضلة الشناقة والاقتراض بالفوائد المحرمة دينيا، أكد عبد العزيز أخنوش، وزير الفلاحة، وجود وفرة في رؤوس الأغنام والماعز، تتجاوز العرض، حيث قدرت مصالح الوزارة إجمالي ما سيعرض في مختلف الأسواق بنحو6.9 ملايين رأس، مشيرا إلى أن الأثمنة تخضع عموما للعرض والطلب وتختلف حسب الجودة والصنف وسن الأضحية، وكذلك حسب المناطق ومكان البيع وكذا الفترة التي تفصل عن يوم العيد. وقال أخنوش، الذي كان يجيب عن أسئلة مستشارين من حزب التجمع الوطني للأحرار، مساء أول أمس، بمجلس المستشارين: «إن حالة الأضاحي تعد جيدة نظرا إلى الموفورات الكلئية الناتجة عن الموسم الفلاحي 2008 و2009، وكذا عمليات التسمين المكثفة والمجهودات التي يبذلها مربو الماشية لتحسين طرق تربية وتدبير القطيع.. تختلف أثمانها حسب جودتها، جراء تنوع مواد العلف». وأوضح أخنوش أن الحالة الصحية للقطيع الوطني من الأغنام والماعز تبقى جد عادية ولا انعكاس لها على عملية تهييء الأضاحي، مشيرا إلى ظهور بعض الحالات المتفرقة والمعزولة من داء اللسان الأزرق وداء الجدري. وقال أخنوش: «إن المصالح الوزارية المختصة قد اتخذت التدابير الصحية اللازمة لتطويق واحتواء بؤر هذه الأمراض والحد من انتشارها، من خلال عزل الضيعات والحيوانات المصابة، وتلقيح 150 ألف رأس من الأغنام ضد مرض اللسان الأزرق، وأزيد من 500 ألف ضد داء الجدري بالضيعات المجاورة»، والتحكم في داء طاعون المجترات الصغيرة، حيث لم تسجل أية حالة بالمغرب منذ 5 نونبر 2008، مبرزا أنه تم خلال السنة الحالية تلقيح حوالي 23 ألف رأس بكلفة تقدر ب80 مليون درهم، ومواصلة تنظيم عمليات المراقبة بنقط البيع المرخص لها من قبل السلطات المحلية، فيما يتم حجز الحيوانات التي تتسرب عبر الحدود، وتخضعها المصالح المختصة لفحوصات سريرية ومخبرية للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية، ملحا على أهمية استهلاك المنتوج المحلي.