أعلن محمد بودريقة مغادرته لكرسي رئاسة الرجاء في الجمع العام المقبل الذي سيعقده الفريق في فاتح يوليوز المقبل، إذ أشار في بلاغ له إلى أنه سيفتح باب الانخراط وباب الترشيحات، وأنه لن يترشح لولاية جديدة. ولدى حديثه عن هذا القرار، قال بودريقة في تصريحات إذاعية، إن محيط الرجاء لم يعد يساعده على العمل، وأنه ضحى بوقته وماله من أجل الفريق، وأنه لم يجد الطريق أمامه مفروشة بالورود وهو يتولى رئاسة الرجاء. ولما سئل عن الوضعية المالية للفريق قال إنها بخير، وأن الرجاء يحقق نجاحات على كل المستويات ما عدا في الفريق الأول، قبل أن يكشف أن التعاقدات الجديدة مع اللاعبين قام بها من ماله الخاص. ولأننا اعتدنا مع بودريقة على المناورات في كل الاتجاهات، وعلى اللعب هنا وهناك، فإنه لا حاجة بنا إلى أن نذكره أن الرؤساء الذين سبقوه لكرسي رئاسة الرجاء لم يجدوا بدورهم الطريق مفروشة بالورود، وآخرهم عبد السلام حنات، الذي برغم أنه قاد الفريق لدوري مجموعتي عصبة الأبطال بعد أن كان فاز باللقب، فإنه كان يجد نفسه بدوره وسط «العاصفة»، لأن هناك في الضفة الأخرى من كان يشعل الحرائق، ويقوم بأمور غير مقبولة من أجل الوصول إلى كرسي رئاسة الرجاء. ثانيا: هل من المعقول أن يقول بودريقة إن وضعية الرجاء المالية بخير، ثم يؤكد في الوقت نفسه أنه قام بالانتدابات من ماله الخاص، ألا يكشف ذلك بالدليل القاطع أن مالية الرجاء في وضعية صعبة، وأن هناك الكثير من الضبابية بخصوصها، علما أنه كان على بودريقة إذا كانت استقالته جدية أن يكشف عن الوضعية الحقيقية لمالية الرجاء، بدل كل هذا الغموض. ثالثا: إذا كان بودريقة يريد الرحيل فعلا، فلماذا تعاقد مع المدرب رود كرول، وجلب لاعبين لا نعرف من قام بالتأشير على ضمهم، هو الذي يقول دائما إن الانتدابات تأتي باقتراح من المدربين، فمن اقترح هؤلاء إذا، وهل من المقبول أن يجد الرئيس المقبل نفسه مطالبا بتطبيق برنامج ليس هو الذي وضعه، وأن يتم إهدار الكثير من الوقت قبل الجمع العام. رابعا: يصر بودريقة على أن الرجاء حقق الكثير من النجاحات في عهده، وأنه في الموسم الثالث فشل الفريق الأول فقط. لقد حقق بودريقة نجاحات في العام الأول، عندما أحرز الازدواجية، وبلغ كأس العالم للأندية، التي لعب الفريق نهايتها، لكن في الموسمين المواليين لم يحقق الفريق أي شيء، فقد حل ثانيا في البطولة، وخسر نهائي كأس العرش وغادر عصبة الأبطال أمام حويا كوناكري الغيني، أما في الموسم الثالث فإن الفريق أنهى المسار في المركز الثامن، وصرف من أجل ذلك الكثير من المال، مثلما خرج من كل المسابقات التي شارك فيها، ثم عندما يقول بودريقة إن النجاح لم يحالف الفريق الأول فقط، فإنه كمن يصر على بيع الوهم، فهو نفسه جاء إلى رئاسة الرجاء بعد تعثر الفريق الأول، علما أن بودريقة عندما أصبح رئيسا للمكتب المديري كان يتحدث عن نادي الرجاء المتعدد الفروع، أما عندما غادر «سفينة» هذا المكتب المديري، فإنه أضحى يتحدث عن نادي الرجاء فرع كرة القدم، فأي عبث هذا الذي أدخل إليه بودريقة فريق الرجاء، علما أن أم «الأخطاء» هي التفرقة التي زرعها داخل أسرة الرجاء، وحديثه المستمر عن المؤامرات التي تحاك ضده، علما أن هذا الشاب الذي كنا توسمنا فيه خير تآمر على نفسه، بإصراره على ارتكاب أخطاء قاتلة، دون أن يعترف بها. بقي فقط أن نذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يستقيل فيها بودريقة، ولا نعرف هل ستكون الأخيرة، أم أنه مازال يخبئ أشياء أخرى..