كشف محمد بودريقة رئيس فريق الرجاء لكرة القدم أنه أصبح يتعرض لضغوطات كبيرة من طرف من أسماهم «أعداء النجاح». وأوضح بودريقة في حوار مطول خص به «المساء» أنه عندما لوح بتقديم استقالته من الفريق وبأن هذا الموسم قد يكون الأخير له في الرجاء، فلأن الأمور حسب قوله بلغت حدا لا يطاق. في الحوار التالي يتحدث بودريقة عن الكثير من الملفات، فبخصوص واقعة الشيك الذي سلمه للمغرب الفاسي في صفقة انضمام اللاعب عبد الهادي حلحلول لنهضة بركان، قال رئيس الرجاء إنه تدخل لحل مشكل مؤقت بين «الماص» ونهضة بركان، وأن المال ماله وهو حر في أن يفعل به ما يشاء. أما لما سئل عن المكتب المديري، فإنه رد بالقول إنه أخطأ حين تولى رئاسته، لأن معظم الفروع تريد الحصول على الدعم فقط، دون أن تتحرك لجلب موارد مالية، قبل أن يشدد التأكيد على أن مالية نادي كرة القدم يجب أن لا تبدد في الفروع. وبخصوص الجامعة التي يشغل منصب نائب لرئيسها فوزي لقجع، قال بودريقة إنها تسير بسرعة ألف كيلومتر في الساعة، مشيرا إلى أن باب الحوار مفتوح وأن عملا كبيرا يتم القيام به. تفاصيل أكثر تجدونها في الحوار التالي: - لنبدأ بواقعة الشيك، منحت لفريق نهضة بركان شيكا بمبلغ 30 مليون سنتيم، لإتمام صفقة ضم الفريق للاعب عبد الهادي حلحول، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا، ماذا جرى بالتحديد؟ بالنسبة لواقعة الشيك، الأمر بالنسبة لي عاد جدا، ففوزي لقجع(نهضة بركان) ومروان بناني( المغرب الفاسي) أصدقاء لي في مجال كرة القدم التي تجمعنا، وهناك تعاون بيني وبين العديد من رؤساء الفرق. من المعروف أن فريق الرجاء يساعد العديد من الفرق في جلب المدربين على سبيل المثال، وبالتأكيد فالمساعدة لا تتم عن طريق السمسرة، ولكن من خلال مدهم بمعلومات. لقد اتفق فريقا المغرب الفاسي ونهضة بركان على انتقال اللاعب عبد الهادي حلحول إلى الأخير مقابل 70 مليون سنتيم، لكن في ما بعد رفع مروان بناني سقف مطالبه وطالب بمبلغ 100 مليون سنتيم، لأن الفريق توصل بعروض من فرق أخرى لضم اللاعب. تم تغيير الرقم المالي، وبحكم العلاقة الطيبة التي تجمعني بمسؤولي الفريقين دخلت على الخط ومنحت للفريق البركاني مبلغ 30 مليون سنتيم لإتمام الصفقة لأن ممثل فريق نهضة بركان في التفاوض جاء بشيك يحمل مبلغ 70 مليون سنتيم. المال الذي منحته للفريق البركاني ليس مالا للرجاء، إنه من مالي الخاص، بمعنى أنني تدخلت لحل مشكل مؤقت لم تتجاوز مدته 24 ساعة. - هل استعدت مبلغ 30 مليون سنتيم؟ بالتأكيد استعدته، والأمر بالنسبة لي منته. -لكن ألا يطرح هذا الأمر مشكلا أخلاقيا، خصوصا أن نهضة بركان هو فريق رئيس الجامعة، وأنت نائب للرئيس في الجامعة، أليس من شأن ذلك أن يفتح باب التأويلات والشبهات؟ نحن لا نتعامل فقط مع فريق نهضة بركان، بل إن جميع الفرق نتعامل معها على قدم المساواة، يمكن أن تسأل فرق أولمبيك خريبكة والمغرب الفاسي ونهضة بركان ويوسفية برشيد والكوكب المراكشي وغيرها... أما علاقتنا بنهضة بركان، فهي علاقة تاريخية، ولست أنا من نسج فصول هذه العلاقة، فالطير والحواصي لاعبي الرجاء السابقين حملا قميص نهضة بركان، كما أن امحمد نجمي ابن الرجاء سبق ودرب النهضة البركانية، أعتقد أن الأمر تم تضخيمه، لماذا لا نرى الأمر من وجهة مغايرة وأن العلاقات بين مسؤولي الفرق أفقية، وفيها التعاون ومد يد المساعدة. - لكن الشيك لم يمر عبر القنوات القانونية؟ لو كان الأمر يتعلق بشيك يتضمن مالا للرجاء لأمكن قول ذلك، لكن الأمر يتعلق بمالي الخاص، وأنا حر أن أفعل به ما أشاء. - في الوقت الذي منحت لفريق نهضة بركان شيكا بمبلغ 30 مليون سنتيم، فإن فروع الرجاء تعاني، بعض مسؤولي الفروع قالوا إنهم أولى بهذا المبلغ المالي؟ أولا المال مالي، وثانيا المبلغ ليس من ميزانية الرجاء، وثالثا نحن إزاء وضع خاطئ، فنادي الرجاء لكرة القدم ليس من المفروض أن يمول بقية الفروع، فالقانون الأساسي الذي نشتغل وفقه يتحدث عن نادي كرة القدم، لذلك على كل فرع أن يتحمل مسؤوليته الكاملة ويبحث عن الموارد المالية بعيدا عن نادي كرة القدم. - لكن إلى وقت قريب كانت تصرف ميزانية من مالية كرة القدم لصالح عدد من فروع المكتب المديري؟ هذا الوضع لم يكن سليما، وبالنسبة لي فالوضع السليم هو أن يبحث كل فرع عن موارد مالية، أما انتظار أن يمنح نادي كرة القدم الدعم لبقية الفروع فهذا ليس مقبولا، فنادي كرة القدم لديه التزاماته ورهاناته وموارده المالية يجب أن تصرف لصالحه لا أن توزع هنا وهناك. - عندما توليت رئاسة المكتب المديري كنت قد وعدت بجلب مستشهر خاص للمكتب المديري وتوفير مقر خاص به، لكن كل هذه الوعود تبخرت، بل إنك استقلت من المكتب المديري؟ لقد استقلت من المكتب المديري من أجل التفرغ لنادي كرة القدم، علاوة على أن لدي مهام في الجامعة، لذلك رأيت أنه من الأفضل أن أستقيل من رئاسة المكتب المديري حتى لا أشتت جهودي، هذا مع العلم أن وضعية الفروع لم تشجع على التضحية وعلى مواصلة المهمة، فالفروع بدل أن تتحرك لجلب الدعم المادي من خلال قنوات أخرى، فإن معظمها ينتظر دعم نادي كرة القدم، فالفرع الذي يصرف 100 مليون سنتيم في العام مثلا، ينتظر من المكتب المديري أن يوفر له المبلغ كاملا، هذا الوضع استفزني، ودفعني للاستقالة من رئاسة المكتب المديري. أنا كرئيس لكرة القدم، لا أطلب الدعم من المكتب المديري، والخلاصة بالنسبة لي هي»اللي ماقادرش على شي فرع يخليه ويعطي التيساع»، فهناك مسيرون يمكن أن يتولوا المهام ويأتوا بالموارد المالية. هناك من لا يريد الاجتهاد، ويرغب في الحصول على الدعم فقط، لذلك، لا يمكن أن أبدد ميزانية كرة القدم من أجل أن أرضي هؤلاء، كما أنني أرى أن الفروع هي التي من المفروض أن تمول المكتب المديري وليس العكس.. - وماذا عن الوعود التي أطلقتها؟ في مثل هذا الوضع لا يمكن العمل، وبصراحة « الحاجة اللي فيها التخلويض ماعندي ماندير بيها»، ليس هناك اجتهاد، في مقابل حضور للتكثلاث، كما أن هناك من يريد أن يفرض هيمنته، مثل هذه الأمور لاتروق لي، ولذلك فضلت الانسحاب. - لكن استقالتك كانت إلكترونية فقط؟ إذا أرادوها مكتوبة لامانع لدي، ففي النهاية استقلت وأغلقت هذا الملف. هل نفهم من كلامك أنك أخطأت عدما قررت رئاسة المكتب المديري وأن التشخيص الذي قمت به كان خاطئا؟ أعترف بأن التشخيص كان خاطئا، وبأنني أخطأت عندما توليت رئاسة المكتب المديري. - لوحت في وقت سابق بإمكانية مغادرتك لفريق الرجاء، وقلت إن هذا الموسم قد يكون الأخير لك، ما الذي دفعك للتلويح باستقالتك؟ رئاسة الرجاء أمر ليس سهلا، هناك ضغوط من كل الاتجاهات، لكن للأسف الشديد فحرب أعداء النجاح لم تعد منحصرة في مجال كرة القدم وفي دوري كرئيس للرجاء، بل إنها امتدت لأموري الشخصية والمهنية التي أصبحت مستهدفا فيها، لذلك أصبحت أفكر في المغادرة خصوصا أنه في بعض الأحيان تصل الأمور إلى حد لا يطاق. - هل يمكن أن تشرح لنا أكثر هذه النقطة وطبيعة الضغوط؟ إنها حروب يشنها أعداء النجاح، وعندما سأكون ملزما بتوضيح الأمور أكثر سأشرح كل شيء، لكنني اليوم أكتفي بهذه النقطة فقط. - لنطرح السؤال بصيغة أخرى، أنت منعش عقاري هل تضرر عملك من خلال رئاستك للرجاء؟ بطبيعة الحال تضررت سلبيا، فأنا لا أقتني أراضي الدولة مع احترامي للمنعشين الذين يقتنونها، لكن عملي مرتبط بالخواص، إذ أقتني الأراضي من لدن أشخاص ذاتيين، وبطبيعة الحال فرئاستي للرجاء كلفتني الكثير في عملي. - وماذا عن علاقتك بعائلتك؟ لقد أخذتني الرجاء بشكل كلي، لقد خاصمتني مع الوالد والوالدة والزوجة، فحتى أبنائي لم أعد أراهم كثيرا، مرة كل أسبوع فقط، «اللي بغا الرئاسة الله يطليه بيها»، فصاحب الجلالة الملك محمد السادس حظيت بشرف اللقاء به والسلام عليه من خلال عملي، قبل أن أحظى بشرف لقائه مرة أخرى وأنا رئيس للرجاء بعد الإنجاز الذي حققه الفريق ببلوغه نهائي كأس العالم للأندية. لكن في المقابل فإن رئاسة الرجاء منحتني محبة الناس، وعطف الرجاويين، واحتراما من طرف الكثيرين، ومحبة الناس لا تقدر بثمن بطبيعة الحال. - تربطك علاقة خاصة بمستشارك رشيد البوصيري، حتى أن كثيرين يرون أن لديه بصمته على الفريق وطريقة تسييرك؟ البوصيري مستشاري ولست أنا من سيتحدث عنه، بل إن التاريخ هو الذي سيتحدث عما قدمه هذا الرجل للرجاء، لذلك، فإنني أحاول الاستفادة من تجربته لخدمة الرجاء، وهو بالتأكيد لا يبخل بها خصوصا أنني مازلت في مستهل تجربتي في مجال التسيير. - أضفت أحمد بريجة للائحة المكتب المسير للرجاء، لماذا بريجة بالتحديد؟ بريجة واحد من محبي الرجاء الغيورين ولا يتردد في تقديم المساعد للفريق، وهو بالطبع عندما يقوم بذلك فإنه لايعلن عن الأمر عبر لافتات، وقد أضفناه لأنه سيقدم الإضافة للفريق، تماما كما سيقدمها محمد العرصي. - أين وصل ملف إنشاء أكاديمية الرجاء التي حصلتم على هبة ملكية بشأنها؟ مازلنا في مرحلة الترخيصات وجلب الموارد، فإنشاء الأكاديمية يتطلب توفير ميزانية تصل إلى 10 ملايير سنتيم، وهو رقم ليس سهلا توفيره لنبدأ المشروع، كما أنه مازلنا في مرحلة التراخيص. - أثار الانفصال عن اللاعب مروان زمامة جدلا كبيرا، ماذا هي حيثيات هذا الملف ولماذا لم يحظ هذا اللاعب بالفرصة للمشاركة؟ لقد جلبنا مروان زمامة بتوصية من امحمد فاخر ليساعد الفريق في كأس العالم للأندية لأنه ببساطة لاعب كبير، لكنه أصيب، ثم تعافى بعد ذلك، بيد أن فاخر لم يعتمد عليه، ثم جاء البنزرتي، وقد منحه الفرصة كاملة وجربه، لكنه رأى أن هناك لاعبين أفضل في مركزه دون أن يعني ذلك التنقيص من كفاءته، وقد توصلنا معه لاتفاق ودي تم بموجبه فسخ العقد وسندفع له مستحقاته عبر دفوعات. - شقيقك عبد الله منخرط في فريق الوداد، وأثار حضوره الجمع العام الأخير للوداد ضجة حين منع من صعود المنصة كأصغر منخرط في الفريق؟ شقيقي عبد الله ودادي ومن أنصار هذا الفريق قبل أن أصبح أنا رئيسا للرجاء، ووضعيته ووضعيتي شبيهة بالكثير من العائلات المغربية، حيث حب فريقي الرجاء والوداد يوجد داخلها، فأبناء العائلة الواحدة منقسمون بين الرجاء والوداد، لن أتدخل في شؤون الوداد فهم الأدرى بشأنهم الداخلي. - يوجه اللوم لكم في الرجاء بسبب عدم الاعتماد على أبناء مدرسة الفريق؟ الاعتماد على لاعبي مدرسة الرجاء بشكل كلي لا يدخل ضمن السياسة التي أعتمدها، لذلك، نحن نلبي طلبات المدربين، دون أن نهمل لاعبي الأمل الذين منحناهم الفرصة للتألق من خلال شراكة مع يوسفية برشيد، كما أنهم يتوفرون على عقود محترمة، من سيبرز ويقتنع به المدرب سينال فرصته بالتأكيد وسيحمل قميص الرجاء، مع العلم أن فرقا عالمية تنتدب اللاعبين لتقوية صفوفها، إذا جاء رئيس آخر وأراد أن يشبب الفريق ويعتمد كليا على أبناء المدرسة ذلك شأنه. - كيف هي الوضعية المالية لفريق الرجاء؟ لابد من التأكيد أن الرجاء لديه اكتفاء ذاتي بالنسبة للمستشهرين، فقميص الفريق ممتلئ وكذلك الأمر بالنسبة للوحات الإشهارية، إذن لدينا مواردنا. لقد التقيت مؤخرا اللاعبين وسألتهم بالحرف من لديه ديون في ذمة الفريق، فرفع ثلاثة لاعبين أيديهم، إذ أن مستحقاتهم تصل إلى 150 مليون، رفضوا تسلمها لأنهم يريدون اقتناء شقق، إذا لا أحد من لاعبي الرجاء مدين للفريق. ليدنا ديون عادية ، ووضعيتنا المالية مقبولة جدا. - كنت وعدت بالتعاقد مع شركة مصرية، لكن ذلك لم يتم وتبخر الوعد؟ لقد كنا اتفقنا مع هذه الشركة، إذ كانت تخطط للاستثمار بالمغرب، لكن عراقيل منعتها من ذلك، والوضع مازال معلقا. - كيف هي علاقتك بالرؤساء السابقين للرجاء؟ علاقة جيدة. - لكنهم لم يجددوا انخراطاتهم في الفريق؟ ربما لديهم أسباب، وفي هذه الحالة يمكن أن تسألهم فهم الذين يملكون الجواب. - تردد أنك ستلتحق بحزب الأصالة والمعاصرة «البام»، ما حقيقة الأمر؟ سيحصل لي الشرف إذا التحقت بهذا الحزب أو غيره من الأحزاب، فممارسة السياسة ليست جريمة في بلدنا، بل إنه حق دستوري، لكنني اليوم لا أهتم بالسياسة مع احترامي لرجالات السياسة والدور الذي يقومون به. اهتمامي الوحيد اليوم خارج مجال عملي هو كرة القدم وتحديدا فريقي الرجاء. - في مباراة فريقك الرجاء والجيش الملكي يوم الأحد الماضي في إطار منافسات البطولة، تابعت جزءا من المباراة رفقة جمهور «الماكانا» ورفعت معهم التيفو، لماذا اخترت متابعة المباراة من مدرجات «الماكانا»؟ تيفو المباراة أنجزته إلترا درب السلطان، لكن موعد القمة أمام الجيش تزامن مع سقوط الأمطار والرعد والبرق ليلة المباراة، وقد ظل المكلفون بإنجاز التيفو يعملون الليل كاملا من أجل ضمان إنجاز التيفو متحدين الأمطار، وقد قضوا الليلة بالملعب وسط ظروف صعبة، ولذلك ونظرا للتضحيات التي قدمها هؤلاء خصوصا أن كثيرين لا يعرفون الجهد الذي يكلفه إنجاز التيفو فقد قررت أن أتابع المباراة من «الماكانا» تكريما لهم، وكذلك لإحياء الصلة مع مدرجات يشدني دائما الحنين لها. - في كل موسم ينتدب الرجاء عددا كبيرا من اللاعبين، لماذا كل هذه الانتدابات؟ الانتدابات لست أنا من يقوم بها، فالمدربون هم الذين يحددون حاجياتهم ومكامن النقص، في موسمي الأول مع الرجاء تم الاستغناء عن عشرة لاعبين، وكان من الضروري تعويضهم وتقوية صفوف الفريق ببدلاء في المستوى، لكن في وقت لاحق بدأ العدد يتقلص، علما أن فاخر نفسه هو الذي أعد اللائحة في الموسم الثاني وحدد مكامن النقص، وقد قمنا بانتدابات محسوبة، اليوم بنشيخة هو المدرب ومن حقه أن يحدد لنا لائحة اللاعبين الذين يرغب في التعاقد معهم، وقد لبينا طلباته حتى تكون لديه الوسائل والآليات للعمل ولوضع الفريق على السكة الصحيحة، وهو مقتنع بهذه المجموعة من اللاعبين وبأنها ستنافس على جميع الواجهات. - في الموسم الماضي خرج الرجاء مبكرا من عصبة الأبطال، ماذا هيأتم لتجنب تكرار سيناريو الموسم الماضي؟ الرجاء فريق يلعب على جميع الواجهات، اليوم تركيزنا منصب على البطولة وكأس العرش، أما عصبة الأبطال فيمكن أن نتحدث عنها بداية من شهر دجنبر المقبل، لأنه ما يزال أمامنا الوقت لتدارك الأخطاء وتصحيح بعض الأمور، لكن بطبيعة الحال فهي من بين الرهانات الموضوعة أمامنا والتي نراهن على بلوغها. - ما هي الأخطاء التي تسعى لتجنبها على مستوى المشاركة في عصبة الأبطال؟ لو أخدت الفرق التي بلغت هذا الموسم دور المجموعتين، أو التي تأهلت للدور نصف النهائي ستجد أنها في متناول الرجاء، المشكل في بعض الجزئيات البسيطة التي علينا أن نعمل على تجاوزها ويمكن أن تؤثر، فعلى مستوى الترسانة البشرية لدينا فريق قوي. - حدثت في الآونة الأخيرة انفلاتات لبعض لاعبي الرجاء، كما وقع مع اللاعبين سعيد فتاح وعبد الكبير الوادي، ما تعليقك على الأمر؟ في جميع الفرق المغربية هناك انفلاتات، لكن عندما يقع الأمر في الرجاء يتم تضخيم الأمور كثيرا. - هذا طبيعي لأن الأمر يتعلق بفريق لديه جماهيرية كبيرة؟ لكن هناك فرق أخرى كبيرة تحدث فيها انقلابات وليس انفلاتات فقط، لكن لا يوضع عليها المجهر بنفس الطريقة، ولا يسلط عليها الضوء. مثل هذه الأمور يمكن أن تحدث، ونحن نحاول تجنب أي أمور من شأنها أن تؤثر على الفريق وتركيزه، علما أنه في فرق عالمية تحدث أمور كالتي وقعت للوادي وفتاح، لقد التقطت صور لرونالدو و ميسي، وأنا هنا لا أبرر فأنا مع الحفاظ على صورة الفريق، لكننا نسعى لتجاوز الأمور بما يخدم مصلحة الرجاء، ودون أن نساهم في تدمير مستقبل لاعبين. - أعلنت مؤخرا رفقة سعيد الناصري رئيس الوداد عن تقارب بين فريقي الرجاء والوداد، لماذا تأخر التقارب بين الفريقين؟ لقد جاء التقارب لأننا وسعيد الناصري نحمل نفس التوجه القائم على منافسة شريفة ومشروعة بين الفريقين بعيدا عن أية شوائب أو صراعات مجانية، وهو تعاون سيمس العديد من المجالات وسيعود بالنفع على الفريقين ماديا ومعنويا، سيكون التعاون اقتصاديا واجتماعيا كما سننسق لمحاربة الشغب. - ألم يكن مثل هذا التقارب واردا في وقت سابق؟ في الحقيقة «ماكانش معا من»، هذا مع العلم أن التقارب بين الوداد والرجاء كان في وقت سابق في عهد رؤساء سابقين، لكنه كان يظل حبرا على ورق، فضلا عن أن الأمور لم تكن بالحدة التي عليها اليوم، لقد كان الوضع تحت السيطرة، واليوم مع حدة الشغب واستفادة السماسرة فقط من أي تشنجات محتملة بين الفريقين كان لابد من التحرك لوضع الأمور في نصابها وتوجيه رسائل إيجابية. - لكن هل كان من الضروري أن ينقسم أنصار الوداد والرجاء بين مشجع للفريق الوطني أو منتخب قطر في مباراة و دية احتضنها ملعب محمد الخامس ليحدث هذا التقارب؟ التقارب لا علاقة له بمباراة المغرب وقطر، لقد بدأ قبل ذلك، لقد كنت أول المهنئين لسعيد الناصري برئاسته لفريق الوداد، وتحدثت معه عن إمكانية التعاون بين الفريقين، وعلى ضرورة طي صفحة الماضي، وهو ما رحب به الناصري. اليوم هناك 3 مستشهرين متعاقدين مع الرجاء والوداد، وعندما ستبحث ستجد أن هؤلاء المستشهرين إما جاؤوا باقتراح من الرجاء أو الوداد. - لماذا لاينعكس هذا التقارب على العلاقة بين جمهوري الفريقين؟ لقد بدأنا بالمكتبين المسيرين، وبعد ذلك سيشمل الأمر منخرطي الفريقين، ثم الجمهور، الأمور ستتم بالتدريج، لكن الأساسي اليوم أن نضع حدا للتصريحات المهيجة والمثيرة لردود فعل غاضبة، فنحن مع التنافس الشريف لكن في إطاره الرياضي الصرف، لأن الرياضة في الأول والأخير تنافس شريف ومجال للتعارف والمحبة وليس لخلق العداوات. - كنتم قريبين من التعاقد مع فابريس اونداما، هل صرفتم النظر عنه من أجل المحافظة على التقارب بين الوداد والرجاء؟ لقد عرضت خدمات فابريس على الرجاء، لكن خبرتنا البسيطة في هذا المجال لم تسمح لنا بمعرفة إن كان سيحصل على بطاقة الخروج أم لا، لذلك عوضناه بليس مويتيس. - ننتقل إلى الشق المتعلق بالجامعة، ماذا غيرتم كمكتب مديري منذ مجيئكم إلى الجامعة؟ يمكن أن أقول لك إننا نمضي بمعدل ألف كيلومتر في الساعة، فالدعم المادي تضاعف بالنسبة للفرق مع أن الميزانية مازالت هي نفسها، وهذا في اعتقادي إنجاز كبير. على مستوى البرمجة نظمنا القرعة من خلال حفل تم نقله تلفزيونيا، وقد أصبحت لدينا برمجة معروفة فكل خمس دورات برمجتها محددة بشكل مسبق، وهو الأمر الذي كنتم تشتكون منه كصحفيين، هناك أيضا حوار وانفتاح على الفرق وتشاور معها، إذ يتم عقد لقاءات بشكل منتظم. أنا مثلا لم يسبق لي كرئيس نادي أن جالست الرئيس السابق علي الفاسي الفهري، ففي إطار إنشاء العصبة الاحترافية تم إشراك جميع الفرق، إذ أدلوا بملاحظاتهم وتم الأخذ بها، لن أتحدث عن 97 ملعبا للهواة التي سيتم تعشيبها ولا عن البنية التحتية، ولا عن ملاعب مراكز التكوين، ولا عن تعيين السيد محمد مقروف مسؤولا عن التواصل وناطقا رسميا باسم الجامعة، وهو اسم لديه خبرة كبيرة في مجال الإعلام الرياضي، إذن نحن نتحرك ونعمل ونمضي في الاتجاه الصحيح. - لكن هناك اليوم تكثلاث في الجامعة؟ ليس هناك أي تكتلاث أو تيارات، ففوزي لقجع في الاجتماع الأخير للمكتب المديري بمراكش وجه رسالة واضحة، وقال بالحرف إن كل عضو مكتب مديري هو رئيس للجامعة، الرسالة واضحة في اعتقادي وفيها فكر تشاركي.