شيك يحمل توقيع محمد بودريقة رئيس الرجاء ونائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تم دفعه في حساب فريق المغرب الفاسي لإكمال صفقة التحاق اللاعب عبد الهادي حلحلول لفريق نهضة بركان. الخبر أثار ضجة كبيرة، خصوصا أن الأمر يتعلق برئيس لفريق الرجاء، وبطرف ثاني هو فوزي لقجع رئيس الجامعة، وعضو المكتب المسير لنهضة بركان. بودريقة، في دفاعه عن نفسه، قال إن لديه «رزقو» ومن حقه أن يمنحه لمن يشاء، وبالطريقة التي يريد. وإذا كان من حق بودريقة أن يفعلا ب»رزقو» ما يشاء، إلا أن هذه الواقعة تطرح مشكلا قانونيا متعلقا بالشيك وطريقة استخدامه، لأنه حتى لو كان سلفة، فإنه يجب أن يدفع في الحساب البنكي لنهضة بركان، وليس مباشرة في حساب «الماص»، لأنه والحالة هذه ليس لبودريقة ما يثبت به أن لديه دين في ذمة نهضة بركان، إلا إذا كان الأمر يتعلق بصدقة، وبهدية منه لفريق رئيس الجامعة. هناك أيضا مشكل أخلاقي، لأن الأمر يتعلق برئيس للجامعة ونائبه، ورب قائل سيقول لماذا يحظى فريق رئيس الجامعة بالتحديد بدعم مالي من بودريقة، ألن يفتح ذلك الباب أمام الشبهات، وألن يفتح الباب أمام الكثير من التأويلات والاستنتاجات التي تقود رأسا إلا اللاحتراف. واقعة الشيك، تطرح الكثير من علامات الاستفهام، بل وتكشف أن كرتنا مازالت لم تدخل عالم الاحتراف، وأن الكثير من الأخطاء ترتكب ويكون لها وقع كبير دون أن يدرك الفاعلون جسامة الخطأ الذي وقعوا فيه، لذلك، واقعة الشيك، وقبلها واقعة استخدام شيكات شخصية لمسؤولي العديد من الفرق لإكمال صفقات اللاعبين، تؤكد أننا أمام مسارا طويلا، وأن الكثير من المال في المجال الرياضي لايخضع للرقابة ولا للمحاسبة. لذلك، ليس هناك من حل في هذه الواقعة، إلا الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، ومحاولة المضي قدما، أما محاولة تبرير ما لايبرر، وإعطاء تفسيرات لا تمت للحقيقة بصلة، فإنه لن يخدم المشهد الكروي أبدا، بل إنه سيواصل خلط أوراق المشهد.