صباح يوم أمس الثلاثاء، تناسلت بشكل مثير صفحات تسريب امتحانات الباكلوريا على الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، رغم الإجراءات الاحترازية الكثيرة التي اتخذتها وزارة التعليم بخصوص محاربة الغش. وزارة بلمختار رفعت تحدي مواجهة «الغشاشين» خلال امتحانات الباكلوريا الحالية، إذ اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات من أجل ذلك، فقامت بتزويد المراقبين والمشرفين على إجراء الاختبارات بأجهزة الكشف عن الهواتف النقالة والوسائط الإلكترونية الأخرى المحظورة حيازتها داخل الفضاءات حيث يتم اجتياز الاختبارات. وأكدت أن مجرد ضبط حيازة الوسائط الإلكترونية المذكورة داخل فضاء مركز الامتحان أو قاعات اجتياز الاختبارات يعتبر غشا يمنع على إثره المرشح المعني من مواصلة اجتياز الامتحان، وتتخذ في حقه الإجراءات القانونية. لكن ما حدث في اليوم الأول للامتحانات أثبت أن مقاربة وزارة بلمختار في محاربة الغش تلقت ضربة موجعة، لأنها بكل بساطة اعتمدت على الزجر دون التركيز على التوعية طيلة السنة، وليس فقط خلال الأيام القليلة التي تسبق الامتحانات. التوعية هي أفضل سلاح لمواجهة تفشي الغش، لأن التلميذ غير الواعي بخطورة الجرم الذي يرتكبه يمكن أن يبحث عن طرق بديلة أكثر احتيالية لتنفيذ مخططاته للظفر بشهادة الباكلوريا، كما يمكن أن ينهج السلوك نفسه للظفر بشهادة الإجازة أو الدكتوراه. وعند تخرجه سنجد أنفسنا أمام موظف أو مهندس أو طبيب أو محام غشاش، وحينذاك سيظهر جليا أن المقاربات المبنية على الزجر لا تؤتي دائما أكلها.